نصحت جهات أجنبية الوليد بن طلال منذ شهور باتخاذ الإجراءات اللازمة لتجنب ردة فعل من ولي العهد محمد بن سلمان لأنه يعتبره خصما في الصراع الدائر حتى وقع اعتقاله منذ شهرين بتهمة غسيل الأموال رفقة أمراء ووزراء سابقين. ورغم أن الوليد بن طلال لم يكن يبدي أي اهتمام في السباق نحو ولاية العرش، فقد كان مزعجا لولي العهد الجديد بسبب تدويناته في تويتر واهتمام الصحافة العالمية بتصريحاته والصورة التي تقدمها عنه كرجل أعمال ناجح عالميا ويحتل مركزا ضمن العشرين الأغنى في العالم. وبدأ الصراع بين محمد بن سلمان والوليد بن طلال عندما بدأ الأخير يشكك في أهداف رؤية 2030 التي جعل منها محمد بن سلمان ركيزة اقتصادية لمستقبل العربية السعودية للتقليل من اعتماد المملكة على عائدات النفط، وكان يجاهر بموقفه هذا في مجالسه الخاصة داخل المملكة وخارجها.
فقد ذكرت وكالة بلومبرغ الأمريكية أن حملة مكافحة الفساد التي يقودها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان تهدف لأكثر من مجرد الحصول على المليارات من المحتجزين بتهم فساد. وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن هذه الحملة التي تشنها السلطات السعودية، لا تستهدف في معظمها مجرد الحصول على الأموال مشيرة إلى أن هناك خطر أكبر من مجرد الاستيلاء على إمبراطورية الوليد بن طلال التجارية العالمية. وأضافت الوكالة إلى أن السلطات السعودية، تهدف بشكل خاص مع الوليد بن طلال، إلى تحجيم أنشطته في المملكة، بعدما كوّن إمبراطورية تجارية كبرى، يمكن أن تشكل ورقة ضغط على السلطات. ونقلت “بلومبرغ” عن مصادر مطلعة أنه في الوقت الذي يسعى فيه ولي العهد السعودي تحجيم أي مصدر قد يشكل خطرا على سلطته لا يزال الوليد بن طلال يرفض وبعناد منقطع النظير التخلي عن سيطرته المطلقة على شركة المملكة القابضة.