قدر البنك الدولي إعادة إعمار ” اليمن السعيد ” بعد الحرب التي يعيشها بحوالي 15 مليار دولار، حسب ما قالت المديرة القطرية للبنك الدولي في اليمن ساندرلا بلومينكاب اليوم الإثنين، خلال كلمتها بورشة العمل الخاصة بإعادة الإعمار والتعافي لفترة ما بعد الصراع في اليمن التي تينظمها الأمانة العامة لمجلس التعاون ووزارة التخطيط اليومية في العاصمة السعودية الرياض.
وقالت بلومينكاب أن اليمن بحاجة إلى السلام ووقف الصراع وعودة الأمن والاستقرار لبدء مرحلة إعادة الإعمار والتغلب على الصعوبات الكبيرة التي قد تواجهها المشاريع التعميرية.
ودعت المسئولة الدولية حسب ما نقلته وكالة ” سبأ ” الحكومية جميع المجتمع الدولي إلى المساهمة بشكل مباشر في إعادة إعمار اليمن مع ضرورة تدخل المؤسسات العملاقة والشركات الخاصة في هذه العملية، حيث أن الصراع حتى الآن خلف أضرارا كبيرة تصل تكلفتها إلى 14.3 مليار دولار 7 منها هي للأضرار الجزئية و7.3 منها للأضرار الاقتصادية والتي تتعلق بالإنتاج وتوفير الخدمات.
وقال تقرير سري شارك في إعداده كل من البنك الدولي الأمم المتحدة والبنك الإسلامي للتنمية والاتحاد الأوروبي أن الجهود والمبالغ المطلوبة لإعادة إعمار اليمن تتجاوز 14 مليار دولار حتى الآن، ذلك لأن نصف الساكنة تعاني من سوء في التغذية بسبب الأضرار الكبيرة التي لحقت بالبنيات التحتية والخسائر الاقتصادية في الحرب الأهلية الحالية والتي تدخلت فيها عدة دول.
وأضاف التقرير أن هذه الأرقام مجرد نتائج أولية وليست جزئية فقط، حيث قد تطرأ عليها العديد من التطورات بشكل مستمر بما أنها قيمت الفترة ما بين أواخر 2015 ومطلع العام الجاري.
من جهتها أفادت وزارة التعليم اليمنية بعد عملية مسح جرت قامت بها أن 1671 مدرسة في 20 محافظة تعرضت للأضرار منها 278 مدرسة تحتاج إعادة بناء و544 مدرسة يتم استخدامها كمركز للاجئين والنازحين فيما تحتل الجماعات المسلحة 33 مدرسة، حيث قال التقرير ذاته الذي تطرق لهذه النقطة أن عينة من 143 مدرسة تحتاج إعادة تأهيل بنحو 269 مليون دولار.
ونقل التقرير أيضا أرقام عن وزارة الصحة اليمنية قالت فيه بأن 900 منشأة من بين 3652 تقدم خدمات التطعيم ضد الأمراض من تكن تعمل في مطلع سنة 2016 ما جعل 2.6 مليون طفل تحت سن 15 سنة يصابون بمرض الحصبة.
هذا وتخوض الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا منذ سنة ونصف حربا كبيرة مع المتمردين الحوثيين المدعومين من طرف إيران وقوات الرئيس المخلوع علي صالح، ما تسبب في مقتل أكثر من 6500 شخص وتشريد أكثر من 2.5 مواطن يمني بالإضافة إلى بعض الكوارث الإنسانية التي تضرب بقوة بعض المدن اليمنية.
هذا ولم يكن حظ الشعب اليمني أفضل من حظ الشعب السوري، حيث ورغم أن الرئيس المخلوع عبد الله صالح خرج من الباب الصغير إلا انه عاد مدعوما من إيران من الحديقة الخلفية، حيث تدور هناك مفاوضات من أجل عودة نظامه لحكم اليمن.