اعتبرت صحيفة “التايمز” البريطانية أن الأزمة التي تشهدها لبنان في الوقت الحالي يتسبب فيها وبشكل أساسي حزب الله الذي يعتبر ذراع إيران في المنطقة.
وقالت الصحيفة البريطانية في تقريرها :” منذ سقوط مدينتي الموصل والرقة فإن عقارب الساعة بدأت بالتراجع بالنسبة لتنظيم الدولة، كونه جيش احتلال جهاديا، لكن الفراغ الذي خلفته (الدولة الإسلامية) نظرت إليه إيران على أنه دعوة مفتوحة لتمد مخالبها في الشرق الأوسط”، مشيرة :” كان من أخطر الجماعات التي ربتها إيران هي حزب الله، الذي عرك جنوده الحرب، ويهدد الحكومة، التي يديرها السنة في لبنان، وإسرائيل، ولو لم يتم التعامل مع الأزمة بسرعة فإن لبنان سيتحول إلى ساحة حرب جديدة في المنطقة، التي خسر فيها عشرات الآلاف حياتهم في الحرب التي مضى عليها ستة أعوام”.
وتابعت المصادر ذاتها :” سعد الحريري قد وصل إلى السلطة بعد تفاهم مع حزب الله، وهو يحمل الجنسية السعودية، وكان مدافعا عن المصالح السعودية في لبنان، ونظرا لشعور السعوديين بالإحباط من حليفهم؛ لأنه لم يقف أمام حزب الله، فقد عزلوا سعد الحريري، وطلبوا منه قراءة استقالة مكتوبة عبر قناة تلفزيونية”، منوهة :” إيران ردت بالتعبير عن استيائها من التورط السعودي في لبنان، فيما وصف وزير سعودي العملية بأنها (إعلان حرب)، وتشعر السعودية، الراغبة بأن تكون قائدة العالم السني، بالحصار من أتباع إيران، وحاولت الدبلوماسية السعودية من خلال فتح التعاون مع الحكومة العراقية لإبعادها عن إيران، وفرضت السعودية حصارا شديدا على قطر، وشنت حربا غير ناجحة في اليمن ضد المتمردين الحوثيين هناك”.
وأشارت “التايمز” :”لا تشير أي من النزاعات إلى أن لدى السعودية اليد العليا ضد النظام الإيراني، ففي اليمن، الذي تقاتل فيه السعودية الثرية بلدا فقيرا، خسرت الرياض الحرب الدعائية”، مستدركة :” السعودية تجد دعما من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يشاركها الخوف من صعود إيران، ففي سوريا نجا الديكتاتور بشار الأسد بسبب الدعم الذي قدمته له إيران وروسيا، ويمتد تأثير إيران إلى المتوسط؛ ليس بسبب دعمها لحزب الله فقط، لكن لحركة حماس في غزة أيضا”.
وشددت الافتتاحية البريطانية :” مع ذلك، فإن حربا جديدة ستكون حماقة رغم التهديد، حيث تشعر المنطقة بحالة إجهاد، وهناك ملايين من السوريين حرموا من التعليم الجيد، وفي لبنان وحده هناك 1.5 مليون سوري في بلد عدد سكانه لا يتجاوز 4 ملايين، وفي تركيا والأردن هناك شعور بضغط الحرب، وتم تدمير مدن في العراق وسوريا، وزرعت في داخلها الألغام”، مختتمة تقريرها بالإشارة :” يجب احتواء إيران، وكذلك حرسها الثوري وحزب الله، ويجب تحويل النظام الإيراني إلى دولة مارقة ومنبوذة في حال استمرت في لعبة زعزعة استقرار المنطقة، ويجب على السعودية قيادة تحالف لإعادة الإعمار؛ لأن الكرم يشتري التأثير وحسن النية”.