أكد الكاتب البريطاني الشهير، ديفيد هيرست، أن المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة تدعمان من وراء الكواليس انفصال كردستان عن العراق، رغم موقفهما المعلنة التي تقول غير ذلك.
وقال هيرست في مقال له على موقع “ميدل إيست آي” البريطاني :” هنالك “تراجع لدور الولايات المتحدة في الشرق الأوسط ترك السعودية في حالة ضعف غير مسبوقة، وهو ما دفعها إلى الدخول في لعبة مع الأكراد من أجل الحد من النفوذ الإيراني”، مضيفة : “منذ اللحظة التي أعلن فيها رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني عن الدعوة للاستفتاء، كان من المعروف من هي الدول التي ستشكل تحالفا للقضاء على هذا المشروع قبل ولادته”.
وتابع هيرست :” ما كان غامضا في ذلك الوقت هو من هي الدول التي سوف توافق على هذا المشروع وتدعم مسعود بارزاني، وكانت إسرائيل الطرف الوحيد في المنطقة الذي أعلن عن هذا الدعم بشكل علني، حين قال بنيامين نتنياهو إن بلاده تدعم الجهود المشروعة للشعب الكردي لإقامة دولته المستقلة”، مشيرا :” “إسرائيل رغم اعتبارها حزب العمال الكردستاني تنظيما إرهابيا، فإن يائير جولان النائب السابق لرئيس أركان الجيش الإسرائيلي قال في مؤتمر صحفي بواشنطن: عندما تنظر إلى إيران ناحية الشرق، وترى انعدام الاستقرار في المنطقة، فإن إقامة كيان كردي مستقل وموحد وسط هذه الفوضى ليست فكرة سيئة”.
وشدد المقال البريطاني :” هذا التفكير الذي عبر عنه يائير غولان “ليس غريبا تماما عن تفكير دولة أخرى مؤثرة في المنطقة، لديها مصلحة في استخدام الأكراد من أجل قص أجنحة تركيا وإيران والعراق، وهي السعودية، الملك سلمان اتخذ موقفا كلاسيكيا أمام وسائل الإعلام، حيث عبر عن دعمه لوحدة العراق، “ولكن وراء الكواليس أرسلت الرياض سلسلة من المبعوثين من أجل تشجيع بارزاني في مشروعه الهادف لتقسيم العراق وتهديد وحدة الأراضي التركية والإيرانية”، كاشفا :” واحد من هؤلاء المبعوثين هو الجنرال المتقاعد في الجيش السعودي أنور عشقي، الذي يشغل الآن منصب مدير مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والقانونية ومقره مدينة جدة”.
وتابع الكاتب البريطاني :” عشقي “كان واضحا في شرح الموقف السعودي، حيث قال لمجلس العلاقات الخارجية بأن العمل على إنشاء دولة كردستان الكبرى عبر الوسائل السلمية سوف يحجم الأطماع الإيرانية والتركية والعراقية، إذ سيسلب هذا المشروع ثلث مساحة كل واحدة من هذه الدول”، موردا :” عشقي جدد دعمه لانفصال كردستان في مداخلة هاتفية مع وكالة سبوتنيك الروسية حيث قال إن السعودية “لا تقف في طريق إرادة الشعوب” وهو “مؤمن بأن الأكراد لديهم الحق في دولة خاصة بهم”، مضيفا :” العراق تمادى في تهميش الأكراد، وأن بارزاني صرح بأنه ليس موافقا على الدستور الذي يقسم العراقيين بحسب الأعراق والطوائف، وإذا ما واصلت الحكومة العراقية السير في هذا النهج فإن الأمر لن يتوقف عند تقسيم العراق إلى دولتين، بل سينقسم إلى أجزاء أخرى”.
ولفت موقع “ميدل إيست آي” :”هناك إشارة أخرى تم إرسالها فيمارس من هذا العام من قبل مستشار القصر الملكي السعودي، حيث صرح الدكتور عبد الله الربيعة لصحيفة عكاظ بأن “كردستان العراق تمتلك قدرات اقتصادية وثقافية وعسكرية وسياسية عالية، وهي مؤهلات لا يمكن لإيران وتركيا تقويضها”.
وحول الموقف الإماراتي من هذا الانفصال، شدد هيرست :” أن أبو ظبي “تتبنى نفس الموقف، حيث تؤكد مصادر مطلعة أن مسرور ابن مسعود البارزاني، وهو رئيس مجلس الأمن القومي في الإقليم، قام بزيارة سرية إلى أبو ظبي قبل شهر واحد من تاريخ الاستفتاء في 25 سبتمبر”، متابعا :” ي الأثناء فإن كلا من تركيا ومقاتلي البيشمركة والعراق والسعودية يعتبرون حلفاء استثمرت الولايات المتحدة جهودا كبيرة لدعمهم، ولكن كل هذه التحالفات انهارت الآن، وأصبح هؤلاء الحلفاء لا يثقون في بعضهم، تماما كما كانت الدويلات الأوروبية المتناحرة تتصرف في القرن الـ18″.