قال جواد أبو حطب، رئيس الحكومة السورية المؤقتة إن الصراع السوري سيعرف في الوقت المقبل هدوء حتى يتم إفساح الطريق للحل السياسي.
وقال أبو حطب في لقاء له مع أحد المواقع العربية :” الداخل السوري لديه إحباط كبير بسبب الفشل الدولي، وخاصة من الدول الحاضنة لبعض الاتفاقيات، في فرض الهدن والتهدئة ووقف إطلاق النار؛ لأن القصف وإطلاق الرصاص لا يزال مستمرا في بعض المناطق، ولم يتم إطلاق سراح المعتقلين حتى الآن”، مذكرا :” طيران روسيا، التي هو أحد الضامنين للسلام في سوريا، يقصف باستمرار المدن والمدارس والمستشفيات والأسواق، وهذا دليل على عدم وجود جدية، وكيف يكون ضامن وهو يفعل تلك الأشياء؟”.
وتابع المتحدث نفسه :” عمل الحكومة المؤقتة، المنبثقة عن الائتلاف الوطني السوري، هو “بالأساس لخدمة المواطن السوري بالداخل، وتثبيت الناس ومنعهم من الهجرة، وتقديم الخدمات لهم قدر المستطاع ووفق الإمكانيات المتاحة والمتوفرة لهم، والعمل على تهيئة الظروف المناسبة لإعادة المهجرين إلى مناطقهم في أقرب وقت ممكن”، مشددا :” أحد الشروط لقبول التكليف برئاسة الحكومة السورية المؤقتة، التي مضى عليها نحو عام ونصف، هو أن تكون على أرض سوريا، وبعيدا عن المحاصصة السياسية، لذلك تشكلت بالفعل في الداخل السوري”، منوها :” مقرين رسميين في إدلب وإعزاز، ومقر الإدارة المحلية للحكومة بمدينة درعا يقودها وزير الإدارة المحلية الموجود هناك، ولنا مقر في الغوطة الشرقية يديره نائب رئيس الحكومة أكرم طعمة، ووزارة الزراعة في شمال حمص المحاصرة”، مؤكدا أن كل المقرات والوزرات موجودة بالفعل داخل سوريا”.
واعتبر أبو حطب أن الأولويات هي الاهتمام بملفات التعليم والصحة والزراعة والادارة المحلية والتوثيق، مضيفا :” قد بدأنا بـثماني وزارات فقط، هي الصحة، والتربية، والتعليم العالي، والخدمات، والداخلية، والإدارة المحلية، والزراعة، والمالية”، معلقا :” بالنسبة للتعليم، فهو أهم ملف بالنسبة لنا، وقمنا بتوحيد المناهج الموجودة في سوريا مع بعض التعديلات البسيطة التي لا تتجاوز 15 في المئة، وبالتالي فكل أبنائنا في سوريا يتعلمون مناهج موحدة، وحصلنا على بعض الشهادات الدولية الخاصة بجودة التعليم، ما يسمح للبعض للالتحاق ببعض الجامعات الدولية في الخارج، وهناك مباحثات مع تركيا لاعتماد الشهادات الجامعية السورية”، قبل أن يضيف :” “نحن مسؤولون عن 2300 مدرسة تضم حوالي 750 ألف طالب، ولدينا 20 ألف مدرس، وهناك 5 في المئة من المدارس تحقق الشروط، لكن بعض المدارس بحاجة لاستكمال بعض النواقص”، موضحا أن الحكومة المؤقتة بصدد “إنشاء جامعتي حلب وإدلب في المناطق المحررة المحررة، وسيكون بهما كل الكليات، وسيكون بهما 17 ألف طالب، في المقابل هناك 100 ألف طالب جامعي متسرب، وهناك 50 ألف طالب حصلوا على البكالوريا، لكنهم لم يدخلوا الجامعة بعد، ونطمح لاستكمال وتطوير التعليم العالي، وهذا كله بالاشتراك والتعاون مع بعض الجمعيات الأهلية وبعض المانحين”.
وأكد أبو حطب :” تم إنشاء أكثر من 30 مؤسسة على الأرض، و10 مديريات صحة، و10 مديرية تربية تشرف على العمل التربوي والصحي، وأنشأنا مركز بحوث زراعية للحفاظ على القمح السوري والمحاصيل الاستراتيجية، وقد صدرنا القطن وبعض المنتجات لدول الجوار”، معلقا :” هدفنا الأساسي هو العمل على عودة مؤسسات الدولة، كما كانت قبل عام 2011، وإعادة أنظمة العمل الداخلي وإنشاء مجالس الإدارة للعمل الحكومي، وتم إقرار النظام المالي للرواتب من 100 دولار إلى 600 دولار، وبالتالي أعدنا جانبا كبيرا من العمل المؤسسات المنضبط والمعمول به في الدول المجاورة”.
وحول العمل السياسي، أفاد رئيس الJكومة اسورية المؤقتة :” حكومتي بل هي حكومة خدمية بامتياز، ومنتجها سيكون سياسيا عقب تثبيت المجتمع ومؤسساته وتقويته”، مضيفا: “عندما أهيئ الكوادر مع تأمينها فأنا أقوم بتهيئة وإعداد من يقود البلاد في المرحلة القادمة، وتقديم الخدمات مقدمة لبسط السلام في المستقبل”، مؤكدا :” الشعب السوري لا بد له أن يثبت ويصمد، ولا بد أن نستمر كحكومة موجودة على الأرض، وقد قدمنا أكثر من 10 من أعضاء الحكومة كشهداء للوطن، منهم وزير الإدارة المحلية يعقوب العمار، ومعاون وزير الخدمات جمال العمارين، وآخرهم قبل أسابيع مدير التربية في شمال حمص المحاصرة وغيرهم، فضلا عن تعرض مقر الحكومة للقصف وبعض وزاراتها”.