قالت دراسة نشرت اليوم الخميس حول معدل الأعمار في الوطن العربي أن الحروب أهلية والنزاعات في منطقة الشرق الأوسط منذ بداية الربيع العربية سنة 2011 ساهمت بشكل كبير في نقص معدل أعمار المواطنين وإلحاق الضرر بصحة الشعوب.
وقال الباحثون المسئولون عن الدراسة التي نشرتها صحيفة ” ذي لانست غلوبال ” أن المواطنين في كل من اليمن وتونس ومصر خسروا حوالي 3 أشهر من متوسط الأعمار ما بين سنتي 2010 و 2012، ذلك بسبب تدهور الظروف وعلى رأسها الانخفاض الكبير على مستوى القطاع الصحي والتي كان قد بدأ يتنفس في العقدين السابقين.
أما بخصوص سوريا التي تشهد حربا أهلية ” دولية ” ما خلف أكثر من 290 ألف قتيل ونزوح الملايين من السوريين منذ مارس 2011 فقد انخفض معدل الأعمار لما يصل إلى ست سنوات حيث ان الرجال يعيشون تقريبا 75 سنة قبل النزاع، إلا أن سنة 2013 انخفض هذا المعدل إلى 69 سنة، أما بالنسبة للنساء فقد انخفض المعدل من 80 إلى 75 سنة في الفترة نفسها.
وقال علي مقداد الأستاذ في معهد مقاييس الصحة والتقييم في جامعة واشنطن والمعد الأساسي للدراسة إن النزاعات الأخيرة دمرت البنى التحتية في العديد من الدول على رأسها روسيا وليبيا واليمن وهو ما جعل ملايين الأشخاص يعانون من نقص كبير في المياه وظروف حياة صعبة ساهمت بشكل كبير في ظهور الأوبئة، حيث أفادت الدراسة أن معدل الوفايات لدى الأطفال ارتفع بشكل ملحوظ في بعض الدول خصوصا سوريا، حيث كان معدل الوفايات الأطفال قد انخفض بنسبة 6%ما بين سنة 2000 و 2010 قبل أن يرتفع بنسبة 9% سنويا ما بين 2010 و2013، أي بمعدل 27%.
وقال مقداد أن الربيع العربي تحول إلى حروب معقدة، حيث أنه مع تزايد عدد السكان والشيخوخة، فالصراعات بهذه المناطق ساهمت بشكل كبير في ارتفاع عدد الأمراض المزمنة والإصابات بشكل كبير، موضحا أن العديد من الأطباء والممرضين غادروا إلى الأماكن الأكثر أمانا ما عقد الوضعية الصحية.
وقال صاحب الدراسة أن القتال فسح المجال لعدة أمراض لم تكن قاتلة كالسكري وأمراض القلب والجلطات، حيث ارتفعت نسبة الوفيات بالسكري من 12 إلى 19 لكل ألف نسبة ما بين عامي 1900 و 2012 بـ 22 دولة، كما أصبحت أمراض القلب السبب الرئيسي للوفاة سنة 2013ن متجاوزة بذلك أمراض الإسهال والالتهابات في أجهزة التنفس.
وقالت الدراسة أن الوضع البشري بالمنطقة أصبح كارثيا بشكل كبير بعد الربيع العربي بعد ارتفاع عدد القتلى والجرحى بشكل كبير بسبب الثورات والثورات المضادة.
هذا وارتفع الضغط البشري بشكل كبير على الدول الجارة كالأردن وتركيا والدول الأوروبية التي أصبحت تعاني من ارتفاع عدد اللاجئين الفارين من نار الحرب.