أكدت صحيفة “الغارديان” البريطانية أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ضغط وبشكل كبير على الرئيس الأفغاني أشرف غاني، حتى يتدخل لإغلاق مكتب حركة طالبان بقطر.
وأشار تقرير نشرته الصحيفة ذاتها :” بحسب مصادر مطلعة، فإنه من المتوقع أن يوافق غاني على إغلاق البعثة، مع أن القرار النهائي لم يتخذ بعد، لافتا إلى أن الحديث عن وضعية مكتب حركة طالبان جاء في اللقاء الذي أجراه ترامب مع غاني يوم الخميس”، مضيفة :” الحكومة الأفغانية ترى أن البعثة، التي يعمل فيها 36 مسؤولا، وتطلق عليها حركة طالبان “المكبت السياسي”، عقيمة، ولم تفعل الكثير لتسهيل الحوار، والمساعدة في الحل السلمي، وأنها ليست أكثر من أداة في يد باكستان”.
وأشارت المصادر ذاتها :” معاداة ترامب لبقاء البعثة؛ لأنها في نظره مبادرة فاشلة، بدأها سلفه باراك أوباما، ولم تقد إلى السلام الذي كان يطمح إلى تحقيقه الرئيس الشاب، مشيرا إلى أن كلا من الإمارات والسعودية تضغطان لإغلاقها منذ افتتاحها؛ لأنهما تعدانها علامة على التميز في العلاقات القطرية الأمريكية”، كاشفة ” الحكومة الأفغانية طلبت رسميا إغلاق البعثة، إلا أن القرار النهائي يعود للحكومة القطرية، حيث تواجه قطر حاليا حصارا من جيرانها، الذي دعم فيه ترامب في البداية موقف المعادين”.
وتابع التقرير :” يعتقد أن ترامب طرح موضوع سفارة حركة طالبان مع الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في لقائهما يوم الثلاثاء، وأخبر غاني وزير الخارجية القطري خلال مؤتمر ميونيخ للأمن في فبراير، أنه يجب إغلاق مكتب حركة طالبان في الدوحة”، مستطردا :” من غير المعلوم إن كان الشيخ تميم وافق على إغلاق البعثة، مستدركة بأنه حريص في الوقت الحالي على بناء علاقات قوية مع واشنطن، في وقت يواجه فيه حصارا من جيرانه المعادين”، لينوه :” المكتب افتتح في الدوحة عام 2011، بعد لقاأت سرية أجرتها مع الولايات المتحدة في ألمانيا، حيث تحولت إلى نقطة تواصل دبلوماسية مع حركة طالبان، لافتا إلى أنها لم تقد منذ إنشائها إلى مفاوضات جوهرية، وتحولت في مرحلة إلى وسيلة للتحاور بشأن تبادل الأسرى بين حركة طالبان والحكومة الأمريكية عام 2014، فتم نقل خمسة سجناء من حركة طالبان في معسكر غوانتانامو إلى قطر، مقابل الجندي الأمريكي باوي برغدال”.
وتطرق التقرير للخطوات المقبلة التي من المنتظر أن تعرفها طالبان، إذ قالت :” لن يسمح لحركة طالبان بعقد لقاأت سياسية واستقبال دبلوماسيين في المكتب، منوهة إلى أن أهمية المكتب تراجعت منذ عام 2013، بعد استقالة طيب آغا، وسط الخلافات التي أعقبت إعلان وفاة أمير الحركة ملا محمد عمر”، مواصلا :” آغا، الذي عمل سكرتيرا لملا عمر، انتقد الطريقة التي تم فيها اختيار خليفته ملا أختر منصور، ولم يحل الخلاف بين المكتب السياسي للحركة والقادة الميدانيين، ولهذا يرى مراقبون أن مكتب الدوحة لم يعد له نفوذ قوي على القادة العسكريين والمقاتلين”، ليستدرك بالقول :” أهمية المكتب تظل رمزية، وتعبر عن إمكانية استئناف محادثات السلام، التي شهدت جمودا في السنوات الماضية، لافتة إلى أن ممثلا عن مكتب الدوحة سافر العام الماضي إلى باكستان؛ لمقابلة المسؤولين الأمنيين هناك، عقب اجتماعات سرية بين مسؤول المخابرات الأفغانية ودبلوماسي أمريكي بارز.”
وختمت “الغارديان” تقريرها بالقول :” إغلاق المكتب في الدوحة سيكون فعلا رمزيا، لكنه يعني وقف القناة الوحيدة لحركة التمرد، ويعبر عن غياب التصميم على التفاوض السلمي”.