قال عبد المنعم أبو الفتوح، القيادي السابق بجماعة الاخوان المسلمين والمرشح الرئاسي الأسبق إنه التقارب بين نظام عبد الفتاح السيسي والكيان الصهيوني، أصبح مسألة مفروغا منها، بعد أن أظهر الجنرال وفي أكثر من مرة رغبته في هذا الأمر.
وقام أبو الفتوح، معلقا على كلمة السيسي بالجمعية العامة للأمم المتحدة :” الخطاب كان روتينيا بالنسبة لأفكار السيسي. هو في خطاباته الخارجية كلها يحاول أن يُظهر نفسه من يقود العالم في مواجهة الإرهاب والتطرف، وينسى أن أداءه منذ 3 يوليو أحد أسباب صناعة التطرف، ليس في مصر فحسب، بل في المنطقة؛ لأن الطبيعي أن العنف ينشئ عنفا مقابلا، وعندما واجه الحالة الإسلامية في مصر بهذا القدر من العنف من اعتقالات ومجازر واختفاء قسري ووضع أموال الناس تحت الحراسة وحصار الأحزاب وإغلاق المجال العام، فطبيعي أن تكون هناك ردود فعل لهذا الأداء العنيف غير القانوني والمختلف مع حقوق الإنسان، والعالم لا يصدّق ولا يقبل من نظام يؤدي بهذا العنف في وطنه أن يكون محاربا للإرهاب”.
وقال رئيس حزب مصر القوية أنه لا يوجد أي تعارض بين موقفي مصر والسيسي في التعامل مع إسرائيل، إذ أفاد :” لا يوجد تباين، فقد سبق للسيسي، في أسيوط، أن تحدث عن السلام الدافئ في وقت لا يوجد فيه ما يدعو لهذا، فلم يقدم النظام الصهيوني أي موقف يشير إلى رغبته الحقيقية في إيجاد سلام مع الفلسطينيين، بل هو دائم العدوان على المقدسات الإسلامية والشعب والأسرى الفلسطينيين، فلا يوجد شيء إيجابي تم تقديمه للعالم العربي أو فلسطين بما يجعلنا نتفهم مطالبات التفاوض. والمطروح من قِبل النظام الصهيوني بمطالبته التطبيع مع الدول العربية مقابل بدء التفاوض وليس تنفيذ القرارات الدولية؛ مهين للنظم العربية، وكان الأولى بالسيسي أن يطالبهم بكف العدوان وليس تطبيع العلاقات”، مضيفا حول التقارب مع حماس :” ما التقارب مع حماس فحتما أنا أؤيده، لكنه منفصل عن التقارب مع إسرائيل، فمفهوم أن هدف التقارب مع حماس التعاون لمحاربة الإرهاب في سيناء، وهذا طبيعي، وأحيانا يهرب بعض من يقوم بعمليات مسلحة في شمال سيناء إلى غزة، ومطلوب ممن يسيطر عليها، سواء كانت حماس أو فتح، ألا يسمح بهذا، ويجب على الفلسطينيين ألا يكون لهم دور، ولو كان سلبيا، تجاه مصر، والعكس أيضا”، مواصلا :” كذلك يجب أن نشيد بالأطراف التي تممت الاتفاق، أحدها جهاز المخابرات العامة الذي يؤكد ممارساته الوطنية في الحفاظ على أمن مصر، وللأسف يُضيّق عليه في أدائه، وثانيهما المكتب السياسي لحماس؛ الذي قلت عنه لأحد المسؤولين بالدولة إنهم مجموعة تحب مصر ولا يمكنها أن تتعاون مع من يضر بمصالحها، وهم يثبتون وطنيتهم وعروبتهم، وأبدوا حرصهم على هذا التعاون لإدراكهم أن مصر كشعب ودولة ليست عدوا لحماس”.
وحول ردة فعل الشارع المصري من هذا التطبيع قال أبو الفتوح :” القوى السياسية في مصر مصادرة وممنوعة، ونحن كحزب عندما نصدر بيانا ونرسله لكل الصحف لا يُنشر، فأين تعرف مواقف الأحزاب؟ وكل القوى الوطنية الإسلامية واليسارية والليبرالية ترفض العلاقة مع (الإسرائيليين) وتدعو لإغلاق السفارة في مصر”.