بدأت العلاقات بين الدول العربية واسرائيل تخرج من السر إلى العلن، فبعد أن استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي رئيس الوزراء بينامين نتنياهو بشكل علني بنيويورك، قال ملك البحرين إن العلاقة مع دولة الاحتلال يجب أن تتطور أكثر.
وقال موقع “ميدل إيست آي” في تقرير جديد له ان المنامة بذلت الكثير من الجهود الحثيثة للتطبيع مع إسرائيل رغم حساسية الموضوع في منطقة الشرق الأوسط
وتابع الموقع ذاته :” إن المنامة استقبلت وفدا إسرائيليا خلال الفترة الماضية، في ظل وجود مخططات لتخفيف القيود على زيارة المواطنين البحرينيين لإسرائيل. وهناك تقارير تفيد بإنشاء لجنة مشتركة بين البلدين للإشراف على مشروع متحف للتسامح الديني، وصدور تصريح مثير لملك البحرين يندد فيه بحصار العرب لإسرائيل”، مضيفا :”بعد عقود طويلة من المعارضة الشديدة للكيان الصهيوني والدعم العلني للقضية الفلسطينية، يبدو أن دولة البحرين على وشك أن تصبح أول بلد خليجي يطبع العلاقات مع إسرائيل، كذلك، يرجح مصدر دبلوماسي أن الإعلان الرسمي حول هذه الخطوة سيتم العام المقبل. ويكمن السبب الرئيسي لهذا التحول في الضفة الأخرى لمنطقة الخليج العربي، أي طهران التي تنظر إليها النخبة السنية الحاكمة في المنامة على أنها تشكل تهديدا لها إلى جانب حزب الله”.
وتابع “ميدل إيست آي” :”تطبيع العلاقات مع إسرائيل يهدد بحدوث مزيد من الانقسامات وتولد التوتر في البلاد، التي تعاني أصلا من الانقسام بين حكام البلاد والأغلبية الشيعية من الشعب. في المقابل، هناك دول خليجية أخرى تتواصل مع إسرائيل بشكل سري؛ من أجل تجنب السخط الشعبي والانتقادات، إلا أن البحرين تقوم بذلك بشكل علني في الفترة الأخيرة. واستخدمت الحكومة الانقسام المجتمعي الحاصل كذريعة لهذه الخطوات، بتعلة أنها تريد حماية الأمن القومي من التدخلات والاعتداأت الإيرانية”، ناقلا عن مصدر دبلوماسي مطلع في الحكومة البحرينية قوله :”هناك اتصالات على أعلى مستوى بين المسؤولين في البلدين، تركز على تبادل الزيارات بين رجال الأعمال والشخصيات المؤثرة في المجتمع والدين. وسيتبع هذه التطورات إعلان رسمي عن اتفاقيات تجارية بين البلدين”.
وتابع المصدر ذاته :” هذه الخطوات البحرينية تمثل جزأ من الواقع الجديد الذي فرض نفسه في الشرق الأوسط، إلى جانب تغييرات أخرى شهدتها المنطقة، مثل تراجع العديد من الأنظمة عن التمسك بضرورة رحيل بشار الأسد. وفي هذا الإطار، أكد مصدر دبلوماسي أن “إسرائيل لا تشكل تهديدا لأمننا أو تتآمر علينا، بل إن إيران هي التي تقوم بذلك”. وأضاف المصدر نفسه: “لقد كان الرئيس الفرنسي محقا عندما ذكر أن بشار الأسد ليس عدوا لفرنسا، والإطاحة ليست من ضمن أولوياتها، ونحن نعمل بالمبدأ ذاته مع إسرائيل؛ لأننا نضع مصالح بلدنا أولا”، مشيرا :” هذه التصريحات منبثقة عن دولة لا تزال تعتبر القدس مدينة محتلة، ولسنوات كان الأئمة في مساجدها يدعون لتدمير إسرائيل، بتشجيع مباشر من الحكومة. وهنا تجدر الإشارة إلى أن شرارة هذه التطورات أطلقتها تغريدة على موقع تويتر نشرت في شهر شتنبر من العام الماضي، أطلقت العنان لسباق ضد الزمن؛ من أجل تحسين العلاقات”.
وعلقت “ميديل آيت اي” بالقول :”هذا الانفتاح لا يحظى بأي شعبية في صفوف الشارع البحريني، خاصة التعازي التي تم تقديمها لإسرائيل على إثر وفاة شمعون بيريز. فضلا عن ذلك، ضجت حسابات التويتر في البحرين بالغضب والاستياء من موقف وزير الخارجية، معتبرة أنه لا يمثل فقط تغاضيا عن الاحتلال الإسرائيلي لأراضي الفلسطينيين، بل تناسيا أيضا لجرائم الحرب التي ارتكبها بيريز في لبنان وفلسطين”، مشددا :” وسائل التواصل الاجتماعي في البحرين شهدت أيضا غضبا كبيرا من زيارة الأعضاء الإسرائيليين في الفيفا، وانتشر وسم “البحرين ترفض التطبيع”. وقد انضمت 12 منظمة من المجتمع المدني إلى القوى التي شكلت جمعية لمناهضة التطبيع. وفي هذا الصدد، قال رئيس هذه الجمعية، جمال الحسن، إن “مصالح وأهداف الحكومة البحرينية التي تسعى لتحقيقها لا تساوي شيئا أمام الدماء الفلسطينية”.