يبدو أن الحكم بدولة كردية لازال يعاني، ليس فقط بسبب موقف مجموعة من الدول من هذا المشروع القديم الجديد، ولكن أيضا بسبب الخلافات التي نشأت بين الطوائف الكردية ذاتها، خصوصا في تركيا، حول الاستفتاء الذي سيكون يوم الاثنين المقبل، حول استقلال الأكرد بالعراق.
وأفاد موقع “ميدل إيست آي” البريطاني في تقرير له حول هذه القضية :” في الوقت الذي يعد فيه المزاج العام بين أكراد تركيا هو تأييد الاستفتاء، إلا أن ميول الأحزاب والحركات السياسية ليس بذلك الوضوح، مستدركا بأنه بالرغم من غياب استطلاعات الرأي بهذا الشأن، إلا أن الكثير من أكراد تركيا، خاصة الذين يعيشون في المناطق التركية الجنوبية الشرقية ذات الأغلبية الكردية، عبروا عن تأييدهم للاستفتاء”، مرجحا :” ستطفو الآن الخلافات الكردية الداخلية، التي بقيت نائمة منذ فشل العملية السلمية عام 2015، وسط موجة تفجيرات قام بها حزب العمال الكردستاني، والرد القاسي الذي قامت به قوات الأمن التركية في جنوب شرق البلاد، مشيرة إلى أن الفصائل التركية المؤيدة للاستفتاء قامت بإطلاق مبادرة فييوليو لتأييد الاستفتاء والضغط على الشخصيات السياسية المحلية والأجنبية لتأييد الاستفتاء وفكرة كردستان المستقلة المنفصلة عن بغداد”.
وتابع التقرير نفسه :” ستة أحزاب كردية تقليدية أيدت المبادرة، وهي حزب الحرية الكردستاني، والحزب الديمقراطي الكردستاني، وحركة أزادي، والحزب الديمقراطي لشمال كردستان، وحزب الحرية والاشتراكية، والحزب الاشتراكي الكردستاني، بالإضافة إلى سبع شخصيات مستقلة، بالرغم من أن معظم هذه الأحزاب قديمة، وبعضها كانت تعده الدولة غير شرعي، حيث فشل في الحصول على 10% من أصوات الناخبين لدخول البرلمان، وسعت الأحزاب للحصول على الاستقلال أو الفيدرالية مع تركيا من خلال “طرق سياسية سلمية”، بدلا من العنف أو التسلح”، مستدركا :” كان غياب حزب الشعوب الديمقراطي واضحا، حيث يعد أكبر الأحزاب الكردية في البرلمان التركي، ولم يبد تأييدا للاستفتاء، لافتا إلى أن قيادات الحزب تقبع في السجون، وهناك عشرات من أعضاء البرلمان إما معتقلون أو محرومون من مقاعدهم بسبب الاشتباه بعلاقاتهم بالانفصاليين المسلحين”.
وبينت الموقع البريطاني :” مع أن الناشطين المؤيدين للاستفتاء اجتمعوا بشخصيات المعارضة التركية وجمعيات المجتمع المدني، إلا أن محاولات لقائهم بممثلين عن الحكومة لم تفلح إلى الآن”، ناقلا عن سيرتاك بوكاك، رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني قوله :” مع أن دعواتنا لحزب العدالة والتنمية للقاء لم تجب بعد، إلا أن حزبنا يسعى ليقلل من مخاوف الحكومة التركية تجاه دولة كردية مستقلة، ولزيادة الدعم من الدول الغربية، حيث أن الاستفتاء لم يتلق إلا دعما دوليا قليلا، كما أن الحزب الديمقراطي الكردستاني قام بتوزيع منشورات ورسائل باللغتين التركية والكردية على أعضاء البرلمان، بغض النظر عن مرجعياتهم الحزبية لتأييد الاستفتاء”.
وأفادت التقرير البريطاني نقلا هذه المرة عن أحد ناشطي حزب الحرية الكردي والمشارك في الحملة قوله :” شرحنا لهم لماذا ندعم الاستفتاء، وأن عليهم احترام النتيجة؛ لأن كل شعب له الحق في تقرير مصيره وأن ذلك يتماشى مع القانون الدولي، وأن إخواننا في الجنوب أيضا لهم ذلك الحق، وأنه يجب الاعتراف بذلك دوليا”، متابعا :” مع أن الأحزاب الستة لم يكن لها شأن منذ قيام حزب الشعوب الديمقراطي عام 2012، ودخوله البرلمان بعد الحصول على 13.2% من الأصوات في انتخابات عام 2015، إلا أن المحللين يقولون بأن منصتهم التي ينفذون حملة التضامن مع الاستفتاء من خلالها، جعلتهم يكسبون بعض الأهمية في المشهد السياسي الكردي التركي”.