طالب العديد من الجنرالات والساسة الإسرائيليون ضبط النفس وعدم الانسياق وراء مجموعة من المسئولين كانوا قد هاجموا النظام الأردني والملك عبد الله بعد التصريحات التي كان قد أدلى بها حول انتقاده للممارسات الإسرائيلية في المسجد الأقصى وذلك لأن التصريحات حسب ذات المتحدثين جاءت من أجل السيطرة على الداخل.
وقال الجنرال جادي شماني وهو قائد سابق للمنطقة الوسطى في جيش الاحتلال الاسرائيلي أن انتقادات الملك الأردني جاءت كمحاولة لاحتواء الشارع الأردني نتيجة التعاون القوي بين عمان وتل أبيب على المستوى الأمني والاستخباراتي لافتا النظر إلى الدور الكبير للعلاقات مع الأردن في تحقيق ما أسماه ” المصالح القومية ” لإسرائيل وتأمينها.
وأضاف شماني أثناء حديثه لإذاعة ” راديو بدون توقف ” أن أمثلة هذا التعاون كثيرة منها على سبيل المثال مسألة الحدود قائلا : ” لولا وجود نظام الحكم الحالي لكان على إسرائيل توظيف جميع ألويتها المشاة المختارة في تأمين الحدود مع الأردن، ما يعني شن جميع القدرة لهذه الألوية، التي تمثل رأس الحربة في الجهد الحربي الإسرائيلي، وتحييدها عن مواجهة التهديدات على جميع الجبهات المشتعلة الأخرى”.
في نفس السياق نقل الصحفي نداف شرغاي بعض المعلومات عن ما أسماها بالمحافل السياسية الرسمية بتل أبيب أن الأردن في عهد الحكم الملكي الحالي أصبح عبارة عن منطقة عازلة تحمي الجبهة الشرقية، مضيفا في تحقيق نشره على موقع ” يسرائيل هيوم ” أن تعاونا أمنيا واستخاباراتيا قويا وثيقا يربط الادارة الأردنية والإدارة الإسرائيلية في كل ما يتعلق بالتهديدات التي تمثلها الجماعات الإسلامية.
كما أشار التحقيق أن التعاون بين الأردن وإسرائيل ليس سياسيا فقط، بل له أوجه أخرى أبرزها الوجه الاقتصادي، كسماح الأردن لإسرائيل بتصدير منتجاتها وبضائعها عبر أراضيه إلى العديد من الدول الخليجية، بالإضافة إلى اتفاق تصدير الغاز ” الإسرائيلي ” للأردن ما يجعل البلد يستفيد من ملايير القادمة من عمان.
واتفق زئيف إلكين وزير ” القدس ” الليكودي في الحكومة الإسرائيلية مع الأصوات المطالبة بعدم التأثر بهذه التصريحات معتبرا إياها ” ضريبة كلامية فقط ” من أجل احتواء الشارع الأردني، وهو ما اتفقت معه بعض الأصوات القادمة من ديوان بنيامين نتنياهو والتي اعتبرت أن التصريحات تهدف إلى قطع الطريق عن الإسلاميين في استغلال موضوع القدس والأقصى قبل موعد الانتخابات البرلمانية في المملكة.
وتعرف الأردن أخذا وردا كبيرين بين النظام الملكي الحاكم والإسلاميين على رأسهم جماعة الإخوان المسلمين، حيث تتميز العلاقة بين الطرفين بفترات من التطور وفترات أخرى من الركود، وها ما جعل الجماعة نفسها تنقسم إلى صقور وحمائم، حيث انقسم أفرادها بين طرف يريد تحسين العلاقة مع المؤسسة الملكية وهو على حسب قطع علاقاتها مع حماس والجماعة في مصر، فيما رفض ” الصقور ” هذا الأمر جملة وتفصيلا.