قال محمد تيسير، الرئيس الجديد لحزب البناء والتنمية المصري، إن حزبه يهدف إلى طرح مبادرة جديدة لمحاولة حل الأزمة التي تعيشها مصر حاليا، والتي تؤثر وبشكل كبير على اقتصادها وأمنها الداخلي.
وقال تيسير في لقاء له مع أحد المواقع العربية :” المبادرات التي تم طرحها سابقا لم تنجح؛ لأن المناخ العام حينها لم يكن مهيئا لها، مشددا :” لكن ما لم يكن مقبولا أو مطروحا في زمن، ربما يُقبل طرحه في زمن آخر، وتلك هي السياسة التي هي فن الممكن والمرونة، والتي لا تعرف التصلب في المواقف، وبالتالي فكل شيء وارد ومتوقع”.
وتطرق المتحدث لعلاقة حزبه مع تحالف دعم الشرعية المؤيد للرئيس المعزول محمد مرسي، إذ قال :” حزب البناء والتنمية يعمل حاليا بشكل مستقل وبعيدا عن أي تحالفات أو كيانات، سواء داخل أو خارج مصر، ولا علاقة بأي كيانات أو تحالفات أخرى. وبالنسبة لتحالف دعم الشرعية، فقد أصبح غير موجود على الأرض داخل مصر ولا توجد له أية فعاليات، وبالتالي فلا مجال للحديث عن وجود حزبنا بداخله؛ لأنه غير موجود من الأساس، فكيف نكون أعضاء في شيء لا وجود له أصلا؟”، مؤكدا :” أي شيء يحدث خارج مصر غير ملزم لنا في أي شيء، فنحن ملتزمون بقرارات الهيئة العليا والمكتب السياسي للحزب، وجميع أعضائهما موجودون داخل مصر، وبالتالي فمثل هذه المواقف التي تتحدث عنها هي مواقف شخصية تخص أصحابها لا تمثل ولا تعبر عن الحزب ومؤسساته”.
وأفاد تيسير أن الجماعة يجب عليها أن تراجع بعض مواقفها، إذ أكد :” أي كيان سياسي، أيا كان توجهه، يجب أن يراجع مواقفه وسياساته بصفة مستمرة، فالمراجعة ترشد التصرفات وتصحح الأفكار وتقوم الممارسات؛ بل والمراجعة تعظم الفرص وتقلص الأخطاء وتقلل الأخطار”.
وأفاد المتحدث أن حزبه طرح العديد من المحاولات لحل الأزمة، ليعلق على ذلك بالقول “: بالفعل، نحن قدمنا عدّة مبادرات خلال الفترة الماضية، وسنظل نقدم مبادرات سياسية لمحاولة حلحلة الأزمة القائمة، ولن نيأس مهما طال الوقت أو قصر”، مضيفا ” :” والمبادرات السابقة لم تنجح ربما لأن الأجواء والمناخ العام لم يكن مهيئا لها في حينها، لكن ما لم يكن مقبولا أو مطروحا في زمن، ربما يُقبل طرحه في زمن آخر؛ وتلك هي السياسة التي هي فن الممكن والمرونة، والتي لا تعرف التصلب في المواقف، وبالتالي فكل شيء وارد ومتوقع”.
وحول الجديد في هذه المبادرة قال تيسير :” أنوي صياغة مبادرة جديدة خلال الفترة المقبلة، وسأطرحها على الهيئة العليا والمكتب السياسي للحزب، وأسعى بكل جهد لتفعليها على أرض الواقع، وأتمنى أن تكون الأجواء والظروف مهيئة لقبولها وإجراء حالة نقاش مثمر بشأنها، وذلك كي تعود لحمة الوطن كما كانت، ولنقف جميعا في صف واحد ونعلي المصالح العليا للوطن على المصالح الحزبية والشخصية الضيقة”، مشددا :” وأتمنى عودة جميع السياسيين المصريين المتواجدين بالخارج إلى أرض وحضن الوطن مرة أخرى؛ ليلتئم الصف وتندمل الجراح، وهذا ليس بمستحيل بل هو وارد، وقد حدث سابقا في عهد الرئيس الأسبق أنور السادات حينما شكّل بعض المصريين في الخارج كيانا للمعارضة باسم “مصر العروبة” وكانت له إذاعة معارضة تبث من العراق، ثم أطلق السادات مبادرة لعودة الجميع إلى أرض الوطن دون مشاكل، وهو ما حدث فعلا ونجحت هذه التجربة. وكذلك حينما أطلق القادة التاريخيون في الجماعة الإسلامية في فترة التسعينيات مبادرة “وقف العنف” الشهيرة؛ تم حل أكبر أزمة في تاريخ مصر الحديث، ولم يكن يتخيل أحد وقتها أن الأزمة ستنتهي، إلا أنها انتهت ونجحت المبادرة في أهدافها”.
واعتبر المتحدث أن فشل المبادرة ممكن ولكنه ليس واقعا إذ عبر قائلا :” نحن نسعى ونجتهد ونبذل الجهود قدر المستطاع، ونتواصل مع كل مؤسسات الدولة ومع الجميع بلا استثناء. وبغض النظر عن النتائج، سنجرب أيضا من جديد، ويحدونا الأمل أن تكلل تلك الجهود الجديدة بالنجاح والتوفيق لإخراج البلاد مما هي فيه، ولا بد أن يكون هناك أمل وتفاؤل رغم الصعوبات والتحديات. والعمل السياسي يبدأ بالخيال السياسي إلى أن يصبح حقيقة ملموسة على الأرض، ولعلنا نجد ردود فعل مختلفة هذه المرة”.