رغم العداء الظاهر من السلطات المصرية لمنظمة المقاومة الاسلامية “حماس” بسبب بعدها الاخواني، إلا أن هذا الأمر لم يمنع نظام عبد الفتاح السيسي من عقد صفقة مثيرة، تطرقت “فايننشال تايمز” لأبوابها.
وقالت الصحيفة :” الاتفاق الذي تقوم مصر وحركة حماس، التي تسيطر على قطاع غزة منذ عام 2007، بوضع اللمسات الأخيرة عليه، وسيؤدي إلى فتح معبر رفح، الذي يعد حيويا لحركة التجارة والسكان، ويخفف من الحصار المفروض على القطاع”، مشيرة :” الاتفاق يعكس “تغيرا في الديناميات” في المنطقة، وجاء بعد تحرك قامت به دول خليجية ومصر ضد دولة قطر، التي كانت أكبر دولة مانحة للقطاع، حيث قامت كل من السعودية والإمارات العربية ومصر والبحرين في بداية يونيو بفرض حصار جوي وبري وبحري على قطر، متهمة إياها بدعم حركة حماس، وتمويل الإرهاب، وهي اتهامات نفتها الدوحة”.
وتابعت الصحفية :” الاتفاق تم بدعم وترتيب من القيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان، الذي كان مسؤول الأمن في القطاع قبل سيطرة حركة حماس عليه، مشيرين إلى أن دحلان يعيش في الإمارات العربية المتحدة منذ عقد ودعم الاتفاق بين القاهرة وغزة”، مؤكدة :” الجهود الحالية بتعهدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التوصل إلى “الصفقة الكبرى” في التسوية السلمية، التي سيكون فيها مصير مليوني نسمة في القطاع حيويا لنجاحه، لافتة إلى أن مستشار وصهر ترامب، جارد كوشنر، بدأ زيارة إلى المنطقة، حيث زار السعودية ومن ثم إسرائيل والمناطق الفلسطينية، ضمن الجهود الدبلوماسية التي تقوم بها واشنطن”.
وأفادت “فايننشال تايمز” أن المجتمع الدولي ينظر إلى غزة على أنها مسألة أمنية تهدد السلم المشترك للحليفين مصر وإسرائيل، بجانب بعدها الانساني، معلقة :” بموجب الاتفاق فإنه سيتم فتح معبر رفح الذي أغلق خلال الأربعة أعوام الماضية، مشيرا إلى أن مسؤولين في حركة حماس، بمن فيهم المسؤول الجديد للحركة في القطاع يحيى السنوار، قاموا بزيارة القاهرة ثلاث مرات في الأشهر الماضية”.
ونقلت الصحيفة عن محمود الزهار، عضو المكتب السياسي في حركة حماس، تصريحا أكد فيه أن حركة حماس ودحلان الذي يعيش ما بين أبوظبي والقاهرة، مشددة :” بالإضافة إلى أن مسؤولين آخرين قدموا تفاصيل عن إعادة فتح المعبر، وتحدثوا عن إمكانية دفع تعويض للعائلات التي قتل أبناؤها في المواجهات بين حركة حماس وفتح عام 2007، مستدركين بأن الفلسطينيين لا يزالون متشككين من إمكانية التوصل إلى اتفاق، خاصة أن المنطقة لديها تاريخ في انهيار الاتفاقيات قبل الإعلان عنها”.
وأشارت “فايننشال تايمز” :” علاقة حركة حماس مع القاهرة تدهورت منذ وصول عبد الفتاح السيسي للحكم عام 2013، حيث ترى القاهرة أن الحركة فرع للإخوان المسلمين، ولدعمها الرئيس المعزول محمد مرسي، وقام النظام المصري بخطوات لعزل الحركة أكثر، وجرف العديد من الأنفاق التي كانت تستخدم لنقل البضائع من مصر، واتهمت حكومة السيسي الجماعة المسلحة بدعم الجماعات المتمردة في سيناء”، مستدركة :” عقد اللقاء يعد تعبيرا عن التحولات في العلاقات داخل المنطقة، حيث أصبحت حركة حماس معزولة وبحاجة لرعاة جديد، ومشيرا إلى أنه في الوقت ذاته فإن السياسة الخارجية الإماراتية تتميز بالحسم، وتريد مصر تحقيق الاستقرار على حدودها مع القطاع”.