تعيش العلاقات الاسرائيلية الشيعية، بطرفيها اللبناني والإيراني تطورات جديدة، خصوصا في ظل اتفاق الطرفين على عداوة عدد من من الأطراف، وعلى رأسها تنظيم الدولة المعروف بداعش.
وفي هذا السياق، قال البروفيسور الاسرائيلي إيال زيسر :” بعد مرور 11 عاما على حرب لبنان الثانية، “هناك من يزعم أن هذه ليست حرب بين إسرائيل ولبنان، بل هي جولة أولى في المواجهة بين تل أبيب وطهران”، منوها في مقال له بصحيفة “اسرائيل اليوم” :حزب الله كان وما زال قوة إيرانية طلائعية، تم تشكيلها وتمويلها وتسليحها من قبل طهران، التي ما زالت تملي عليه قراراتها”.
وتابع المتحدث ذاته في تقريره :” حرب لبنان الثانية “جلبت معها الهدوء المتواصل على الحدود الشمالية، لكنها لم تتمكن من القضاء على قوة حزب الله”، معتبرا أن “الأمر الأكثر أهمية هو أنها لم تمنع إيران من تعميق سيطرتها على شواطئ الشرق الأوسط؛ حيث يأتي الآن دور سوريا”، مشددا :” خطاب زعيم حزب الله حسن نصر الله الأخير، وتصريحات رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي “الموساد”، يوسي كوهين، تذكيرا مهما لهذا الواقع المعقد بين “تل أبيب” وبيروت، حيث حذر كوهين من أن “إيران تقوم بالدخول بشكل سريع للفراغ الناشئ في المنطقة في أعقاب هزيمة الدولة، كما تسعى للسيطرة الإقليمية الممتدة من طهران حتى اليمن ولبنان”.
وحول جرأة نصر الله على دخول حرب ثانية مع إسرائيل، قال المتحدث :” نصرالله ما زال متحصنا منذ صيف 2006 في الخندق، وكل ما يستطيع قوله لمستمعيه هو القصص المفتعلة عن نجاح منظمته في المعارك مع الجيش الإسرائيلي، واختار في عودته لتهديد إسرائيل بقدرته الصاروخية، في هذه المرة، واختار المفاعل النووي في ديمونة، بدلا من خزانات الأمونيا في حيفا”، مستدكا :” “نصرالله مرتدع؛ بسبب الضربة التي تعرض لها في حرب لبنان الثانية، كما أنه يخشى من حرب أخرى مع إسرائيل فمن هذه الناحية أصبح ذخرا لإسرائيل، فلا أحد مثله يحافظ على ضبط النفس والهدوء على طول الحدود” على حد وصفه.
وتطرق زيسر للأوضاع الحالية في سورية ودخول الشيعة إلى المعركة بجانب نظام بشار الأسد، إذ أفاد :” في سوريا، فـ”تزيد إيران من سيطرتها على مناطق كبيرة في الدولة بعد انسحاب داعش منها، وكل ذلك يجري بمباركة روسية، وتحت أعين واشنطن المفتوحة أو المغمضة”، وفق الخبير الذي نبه إلى “صرخة العاصمة الأردنية عمان أمس، عندما اكتشفت أن هناك مليشيات شيعية تحت إمرة إيرانية انتشرت على طول الحدود مع سوريا”، معترفا :” نجاح الجيش الإسرائيلي في حرب لبنان الثانية، التي دفعت بها إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش، لكبح جماح إيران، كان “جزئيا ومحدودا”، مؤكدا أن الاتفاق النووي مع إيران، الذي وقعته إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، “منح طهران الشرعية والتشجيع للاستمرار بما تقوم به”.
وأكد المتحدث ذاته :” أما الآن فقد توصلت واشنطن إلى اتفاق مع روسيا حول سوريا، الذي من شأنه أن يمنح إيران شرعية الوجود لفترة طويلة فيها، وأكثر من ذلك العمل على وجود ممر بري يصل بين طهران وبغداد ودمشق وحتى بيروت”، موضحا أن كل ما يجري “يبقي إسرائيل والأردن وحدهما أمام الهلال الشيعي على حدودهما الشمالية”.