قالت صحيفة “تسايت” الألمانية إن الأسواق السعودية تعرف انتشارا كبيرا لمخدر الكابتاجون، القادم من سوري ولبنان والمملكة العربية السعودية ولكن السؤال يبقى، من أين جاءت هذه المخدرات.
وأفادت الصحيفة في تقريرها :” مادة الكبتاجون المخدرة التي تتميز بلونيها الأصفر والأبيض، تدر أرباحا ضخمة في الشرق الأوسط، وهذه المادة المخدرة تختلف تماما عن مادة الحشيش الشهيرة في لبنان، والكوكايين أو الإكستاسي”.
ونقلت الصحيفة الألمانية عن أحد تجار المخدرات اللبنانيين قولهم :”هذا المنتج ألماني الصنع واخترعه هتلر، لذلك يطلق عليه البعض اسم مخدر هتلر القاتل، وهذه المادة منشطة، وتقضي على القلق والتعب، فضلا عن أنها تساعد على التركيز. لكن يمكن أن يدمن مستهلك هذه المادة على تعاطيها، مما يعرض حياته للخطر في حال تناول جرعة زائدة”.
وأوضح التقرير :” عائدات تهريب هذه المادة كانت تصب منذ اندلاع الحرب السورية، في خزائن أمراء الحرب، حيث تعتبر تجارة مادة الكبتاجون مصدرا للعملة الصعبة، بالإضافة إلى تهريب الأسلحة واحتجاز الرهائن، فضلا عن تجارة الآثار المنهوبة، سوريا تعتبر أرضا خصبة لانتشار تجارة المخدرات، لا سيما وأن الحدود الأردنية والتركية تعتبر طريقا مفتوحا أمام تهريب المخدرات”، مؤكدا :” لبنان ومنذ عقود، تضم شبكات تجارة مخدرات. وخلال الحرب الأهلية اللبنانية، في الفترة الممتدة بين سنة 1979 و1990، استفادت مختلف الأطراف من تهريب الكوكايين القادم من أمريكا اللاتينية، فضلا عن الأفيون الأفغاني، وعلى امتداد أجيال، سيطرت عدة عائلات على زراعة الحشيش في محافظة البقاع. وخلال العقد السابق، ظهرت تجارة الكبتاجون في هذه المحافظة. ومنذ أربع سنوات، سجل خبراء لدى مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة ازدهار زراعة هذه المادة في سوريا”.
وأفادت الصحيفة :” التنظيمات المتطرفة، على غرار تنظيم الدولة وتنظيم القاعدة، لم تستفد من تجارة المخدرات”، موردة عن مراقلي قناة بي بي سي خريف 2015 قولهم :” الجيش الحر قد باع كميات كبيرة من مادة الكبتاجون ليوزع أرباحها فيما بعد على مقاتليه. كما تم الكشف عن تورط شخصيات نافذة في النظام السوري وقيادات من حزب الله في هذه التجارة، حيث عُرف الحزب بعلاقته الوطيدة بأكبر العائلات المشهورة بتجارة المخدرات في لبنان”، موردة مرة أخرى على لسان تاجر مخدرات قوله :” لإنتاج مادة الكبتاجون، تحتاج إلى آلة صنع حلويات صينية يبلغ ثمنها أقل من 2000 دولار”.
وقال تاجر مخدرات يقطب بمدينة كيليس التركية قوله :” في البداية لم أكن أعلم الكثير عن تجارة المخدرات، لكنني علمت أنه يمكنني أن أجني الكثير من الأموال عن طريقها”. وقال: “قبل اندلاع الحرب الأهلية السورية، لم أكن أتخيل أن سوريا تضم العديد من مستهلكي المخدرات، ولكن الكبتاجون أصبح، في الوقت الراهن، منتشرا تماما مثل السجائر”، موردة :” مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة لم يصنف سوريا سوقا لتجارة المخدرات، بل يعتبرها دولة عبور. وخلال الحرب السورية، انتشر في البلاد مخدر جديد يسمى “فراولة”، ويبلغ ثمن الحبة الواحدة منه سبعة دولار، وذلك نظرا لأن الأهالي لا يقدرون على مجاراة أسعار السوق السوداء”.
وختم التقرير بالقول :” أكبر سوق لتجارة الكبتاجون يتمركز في الخليج وبالتحديد في السعودية. ووفقا لتقرير المخدرات الصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، تم تهريب 11 طن من مادة الكبتاجون إلى السعودية. وتعرف مادة الكبتاجون في السعودية باسم “أبو هلالين”. ويعتبر الشبان الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و30 سنة من أكبر مستهلكي هذه المادة المخدرة”.