قالت صحيفة “فايننشال تايمز” إن المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة قامت بعسكرة القنوات الفضائية بعد أن فشلت في التغلب على قطر بشكل ديبلوماسي.
وقال التقرير الذي تطرق للأزمة مع قطر ولكن من جانبه الإعلامي :” الإعلام الخليجي، الذي يعاني من الرقابة الحكومية الشديدة، عادة ما يتسم بالاحترام عندما يقوم بنقل الأخبار المتعلقة بدول وملكيات الخليج، مستدركا بأن قرار قناة “العربية” عدم ذكر لقب أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وذكره مجردا من لقبه، يظهر الكيفية التي تحولت فيها وسائل إعلام المنطقة إلى سلاح في الأزمة الدبلوماسية، التي وضعت السعودية وثلاث دول أخرى ضد قطر”، مضيفا :” أزمة الخليج تعاني من انسداد منذ شهرين، بعدما قامت السعودية والإمارات العربية والبحرين ومصر باتخاذ خطوات غير عادية، وقطعت علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، وفرضت عليها حصارا جويا وبريا وبحريا، بعدما اتهمتها بدعم وتمويل الإرهاب، لافتة إلى أن الدوحة تنفي الاتهامات الموجهة إليها كلها، وترفض الاستجابة للمطالب التي طالبها بها أعداؤها، التي كان من بينها إغلاق قناة “الجزيرة”.
وتابع التقرير :” الرياض والدول المتحالفة معها صعّدت من الأزمة بشكل كبير، حيث لم تترك لنفسها أي خيارات واقعية لتقوم باتباعها، وتضغط من خلالها على قطر، وهي الدولة التي تملك المصدر الأول للغاز المسال في العالم، مستدركا بأن إطلاق العنان للإعلام المملوك من الدولة هو محاولة منها لإشعال نار الحرب الدعائية، وإبقائها حية؛ ليس فقط للاستهلاك المحلي، لكن للتودد إلى حلفائها الغربيين، والحصول على دعمهم”، مفيدا :” التغطية الإعلامية تراوحت من الاتهامات الموجهة لقطر بدعم الإرهاب إلى اتهامات تبدو تافهة، حيث قامت (سكاي نيوز) العربية، وهي المشروع الإعلامي المشترك بين العائلة الإماراتية الحاكمة في أبو ظبي و(سكاي نيوز) البريطانية، ببث شريط فيديو قالت إنه يثبت تورط دولة قطر بتنفيذ وتمويل هجمات أيلول/ سبتمبر عام 2001، وفي قصة أخرى نشرتها صحيفة (عكاظ) السعودية، زعمت فيها أن متجر هارودز في لندن، الذي تملكه العائلة القطرية الحاكمة، يقوم بأخذ معلومات لبطاقات الائتمان التي تعود للزبائن من دول التحالف المعادي لقطر”.
ونوهت الصحيفة :” وسائل الإعلام القطرية قامت بنشر قصص تقول فيها إن الحكومة السعودية ستعاقب كل من يرتدي قمصان نادي برشلونة الرياضي؛ لأنه مدعوم من الخطوط الجوية القطرية”، مستطردة :” بعض الصحافيين السعوديين، قولهم إنهم تعرضوا لضغوط من الحكومة لينتقدوا قطر، ووصف محرر صحافي سعودي كيف وجه المسؤولون الرسائل الهاتفية لمجموعة من الصحافيين وبينوا لهم كيفية التغطية، وحددوا لهم القصص التي يجب تغطيتها، وقال: “هذه أوامر وليست مقترحات”.
وعلى الصعيد الآخر قالت الصحيفة :” قناة “الجزيرة” تؤكد أن خطها التحريري مستقل، إلا أن الرياض وأبوظبي تنظران إلى شبكة “الجزيرة” العربية على أنها متحدث باسم الجماعات الإسلامية التي تدعمها الدوحة، وقامت السعودية بإنشاء قناة “العربية”، وأنشأت الإمارات العربية “سكاي نيوز عربية”؛ لمواجهة خطاب “الجزيرة””.