قالت صحيفة “إندبندنت” تقريرا حول حساب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، ودوره في الأزمة القطرية بسبب بعض التغريدات المثيرة للجدل.
وقال التقرير البريطاني إن تهور في التغريد جعله يضع نفسه في العديد من المواقف الصعبة والمحرجة كما أنها ساهمت في نزع فتيل أزمة قطر.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن مسؤولين بارزين قولهم :” مساعدي ترامب كانوا يخوضون جدلا عميقا حول الكيفية التي سيتم فيها نزع فتيل الأزمة بين قطر والدول التي قررت حصارها، عندما فتح الباب المؤمن للاجتماع برسالة عاجلة، مفادها: كتب ترامب الآن تغريدات عن قطر، حيث قرأ أحد صناع القرار في الغرفة التغريدات بصوت عال، ولم يكن أمام من كانوا فيها إلا تعديل الموقف ليعكس موقف الرئيس الذي اتهم قطر، التي تستقبل 11 ألف جندي أمريكي، بأنها تقوم بدعم الإرهاب، حيث كان اتهاما موجها ضد حليف للولايات المتحدة، ولم يتم الحديث عنه علنا بهذه الطريقة الفظة”
وتابعت الصحيفة :” الحادث يكشف عن الطريقة المتقلبة التي يتم فيها صنع السياسة في عصر ترامب، ففي الماضي كانت السياسات تقوم على اجتماعات تسبق الإعلان عنها، إلا أن المساعدين في عصر ترامب يجدون أنفسهم في سباق مع الرئيس وتغريداته من أجل تشكيل السياسة”، لافتة :” في موضوع قطر، والأزمة مع روسيا، وأخيرا موقف ترامب من المثليين في الجيش، فإن تغريدات الرئيس، التي يكتب فيها ما يعن على باله، تصدم مساعديه، وفي بعض الأحيان تعقد وتفسد سياسات الإدارة”.
وأوردت “الإندبندنت” نقلا عن برادلي بليكمان، المستشار السابق لجورج بوش قوله :” عندما يجد مستشارو الرئيس أنفسهم أمام إعلانات سياسية، دون معرفة سابقة، فإن القصة تكون حول كيفية ظهور القرار، لا القرار ذاته”، مذكرة :”صناع القرار يخشون من أثر تغريدات ترامب، التي لا تقدم سياسة متناسقة، ويأملون أن يؤدي تعيين جون كيلي، الجنرال المعروف بانصباطه العسكري، رئيسا لطاقم البيت الأبيض، إلى المساعدة على ضبط السياسة، وإقناع الرئيس بأن تغريداته تقوم بخلق الفوضى عندما تتناقض مع سياسة الإدارة، حيث أن تغريدات ترامب حول المثليين كانت بمثابة القرار العام الذي لم يتفق معه العسكريون”.
وتابع التقرير :” رئيس هيئة الأركان المشتركة جوزيف دانفورد رد بمذكرة داخلية، قال فيها: “لن يكون هناك أي تعديل” على السياسة الحالية”، مشيرا إلى أن تغريدة ترامب أدت بصناع القرار من الجمهوريين، خاصة السيناتور عن أريزونا جون ماكين، للشجب علانية، حيث قال: “أعتقد بشكل عام أنه يجب عليك استشارة وزير الدفاع قبل أن تتخذ قرارا يتعلق بالدفاع عن الأمة”، معلقا :” وزير الخارجية ريكس تيلرسون، علق على تغريدات ترامب “الحارقة” قائلا إنها “جزء من الجو الذي نعمل فيه”، وأضاف: “سنتكيف معها، وهناك الكثير من الأمور غير المتوقعة التي تحصل لنا في عالم الدبلوماسية، ونحن نعمل للتكيف معها، ونعلم كيف نعمل معها، ولا أنظر إليها على أنها عقبة أو حاجز أو دعم، وأي شيء يرغب الرئيس بالتعبير عنه فإنه يعبر عنه، وستصل المعلومة للجميع، بمن فيهم نحن”.
أشارت “لإندنبنت” :”رغم أن الرؤساء عادة ما يزنون كلامهم عندما يتعلق الأمر بروسيا، إلا أن ترامب كتب مغردا في الشهر الماضي، بعد لقائه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أنهما سيعملان على (تشكيل وحدة أمن إلكتروني مستقلة؛ حتى لا يتكرر درس القرصنة في الانتخابات والأمور السلبية الأخرى)”، منوهة:”رغم أن الرؤساء عادة ما يزنون كلامهم عندما يتعلق الأمر بروسيا، إلا أن ترامب كتب مغردا في الشهر الماضي، بعد لقائه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أنهما سيعملان على (تشكيل وحدة أمن إلكتروني مستقلة؛ حتى لا يتكرر درس القرصنة في الانتخابات والأمور السلبية الأخرى)، ترامب كتب تغريدات عن أفغانستان وسوريا، إلا أن السياسة تجاه هذين البلدين لم تكتمل بعد، حيث تحاول الإدارة حل مشكلاتهما من خلال التعلم من أخطاء الإدارات السابقة”.