في فيديو مسرب من جلسة خاصة لأعضاء الدعوة السلفية، قال نائب رئيس الدعوة السلفية ياسر برهامي أنه لا يجوز مواجهة النظام المصري الحالي حتى ولو كان ” كافرا ” على اعتبار أن هذه المواجهة هي ليست شرعية، فيما يبقى الحل الأمثل لحفظ الدين والنفس هو قبول الحال والتعايش مع الأمر الواقع.
برهامي وخلال الفيديو المسرب دعا أتباعه إلى عدم الدخول في المعركة على اعتبار أنها محسومة مسبقا، ذلك لأن النظام الحالي بقواه المؤسسة العسكرية وجهاز الشرطة ممثلا لوزارة الداخلية، حريص على عدم سفك دماء المسلمين لأنه لو كان حريصا على ذلك لكان الدم أنهارا.
وتطرق رمز الدعوة السلفية خلال حديثه عن فض اعتصامي رابعة والنهضة من طرف القوات المصرية غداة الانقلاب العسكري حيث قال أن الاعتصام المنظم من طرف جماعة الإخوان المسلمين والمتعاطفين معهم من التيار الإسلامي العام، كان عملية فرض أمر واقع وهو ما خلق العديد من المخالفات والتجاوزات على رأسها مضايقة سكان المنطقة وتفتيشهم في الدخول والخروج مستشهدا بكلام عبد الفتاح السيسي الذي قال أن ساكنة المنطقة لهم الحق في العيش أيضا على اعتبار أنهم مواطنون مصريون.
كما زعم برهامي أن الاعتصام كان مسلحا أنه كان هناك من يطلق النار على الجيش والشرطة نقلا عن مصادره الخاصة مضيفا أن الأسلحة رغم ذلك لم تكن لتقاوم القوات المسلحة المصرية التي استخدمت 15 بالمائة من قوتها في تأمين مداخل ومخارج الاعتصام، في حين قامت الشرطة بالعمل الكامل في فض الاعتصام.
ورفض رئيس الدعوة السلفية الأعداد التي تداولتها المنظمات الحقوقية والتي قالت أن الضحايا كانوا ما بين 1500 و2000 شخص، حيث قال إن عدد الضحايا لم يكن ” سوى ” 400 شخص بمسجد الإيمان ( المجاور لميدان رابعة العدوية ) زائد 400 جثة داخل مسجد رابعة العدوية نفسه، فيما أبدى تحفظه على إطلاق لفظ ” شهداء ” على اعتبار أنهم قتلى، تقبلهم الله شهداء.
وأكد الشيخ المعروف في الوسط السلفي في مصر أن الشرطة والجيش كانوا حريصين على عدم إصابة أي شخص خلال فض الاعتصام تعاملت فقط مع من حملوا السلاح ضدها، لكن الحشد كان من طرف الإخوان المسلمين الذين وحسب برهامي أرادوا وقوع أكبر عدد من الضحايا وإراقة أكبر كمية من الدماء لاستغلالها سياسيا والمتاجرة بها، وذلك من أجل الحصول على المبتغى والذي لم يكن سوى انفجارا شعبيا مماثل لما حدث يوم 28 يناير، لكن هذا لم يحصل لعدم وجود ظهير شعبي للجماعة عكس الجيش.
وحول المشاركة في السياسة بعد الانقلاب، قال برهامي أن الإخوان المسلمين شاركوا في العمل السياسي رغم التقتيل الذي حدث في مصر طيلة 14 سنة والذي حدث في الجزائر خلال العشرية السوداء، وفي العراق أيضا بعد الاحتلال الأمريكي وذلك للإبقاء على جملة ” الإسلام دين الدولة ” وهو ما كان دافع الدعوة السلفية للحضور أيضا.