الصباح / انتهت مواجهات دامية بالقطاع السادس بقصبة المهدية بالقنيطرة، بقتيلين وهما ربا أسرتين، ما أحدث حالة استنفار أمني قصوى، وسارعت عناصر الشرطة إلى إيقاف ابن أحد المتوفيين (20 سنة) وأمرت النيابة العامة بوضعه رهن الحراسة النظرية، فيما نقلت جثتا الهالكين إلى المركز الاستشفائي الجهوي الإدريسي لإجراء تشريح عليهما لتحديد الأسباب الرئيسية وراء الوفاة.
وأوضح مصدر أمني، في حديثه مع جريدة «الصباح»، أن خلافا بسيطا وقع بين زوجتي الهالكين حول رمي قمامات أزبال بها قشور البطيخ الأحمر، وطالبت إحداهما الأخرى بالبحث عن مكان آخر لرمي الأزبال، فتحول الخلاف إلى تبادل للسب والاتهامات، وتدخل الهالك الأول واعتدى على زوجة الثاني، فقام الأخير بضربه بقضيب حديدي على الرأس، ما تسبب في وفاته، فنزل ابن الهالك الأول وطعن الهالك الثاني بسكين في صدره، ما تسبب في وفاته بدوره.
واستنادا إلى المصدر نفسه، هرعت مختلف وحدات الشرطة العاملة بالمنطقة الأمنية المهدية، وعاينت الجثتين كما سارعت الضابطة القضائية إلى إيقاف الشاب، فيما تجمهر المئات من أبناء القصبة وسط بكاء الجيران وأفراد العائلتين المكلومتين، واستطاعت عناصر التدخل فض النزاع بطريقة ذكية وحالت دون تطوره إلى الأسوأ، خوفا من استمرار الانتقام بين أفراد الأسرتين، فيما أغمي على نسوة بالقصبة. وقال مصدر «لصباح» إن التحريات الأولية التي قامت بها الشرطة القضائية بالمهدية، بالتنسيق مع المصلحة الولائية للشرطة القضائية، أظهرت أن الخلاف الذي نشب بين زوجتي الهالكين كان بسيطا ويتعلق برمي الأزبال، وأن الهالك الأول اعتدى على زوجة الثاني، فتطورت الأمور الى استعمال الأسلحة البيضاء والتسبب في الكارثة. إلى ذلك، انتقل ممثل النيابة العامة إلى مسرح الحادث رفقة مسؤولين بالشرطة القضائية والعلمية والتقنية ومسؤولي الإدارة الترابية بباشوية المهدية، وفتحت الضابطة القضائية تحقيقا في الموضوع مع ابن الهالك الأول الذي كان في حالة هستيرية بعد رؤيته لطريقة قتل والده من قبل الهالك الثاني. وفي سياق متصل، استدعت الضابطة القضائية، زوجتي الهالكين للاستماع إلى أقوالهما حول سبب النزاع بينهما قبل وقوع الجريمتين، ويحتمل أن تكون إدارة المستشفى الجهوي سلمت الجثتين إلى ذويهما قصد دفنهما. إلى ذلك، مازالت فرقة الشرطة القضائية تنتظرنتائج التشريح الذي سيصدر عن المركز الجهوي الاستشفائي الإدريسي، قصد ضمه ضمن المحاضر التي ستحال على الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالمدينة. ومن المنتظر أن يستدعي المحققون شهودا في النازلة للاستئناس بأقوالهم في الأبحاث التمهيدية للوصول إلى الحقائق الكاملة حول طبيعة الخلافات السابقة بين الزوجتين.