قالت صحيفة “هارتس” الإسرائيلية أن العديد من المؤشرات تفيد إلى رغبة عدد من الدولة الخليجية في الدفع بتقارب بين المملكة العربية السعودية وإيران، مستندة مقال نشرته صحيفة “مكة” يتطرق لنفس الموضوع.
وأفادت الصحيفة العبرية في تقرير لها :”أصغر فرهادي، مخرج الفيلم الإيراني “البائع”، قد فاز بالجائزة الثانية للأوسكار في فئة أفضل فيلم للغات الأجنبية، إلا أنه لم يحضر ليتسلم جائزته وأرسل نيابة عنه سيدة الأعمال الإيرانية الأمريكية أنوشه أنصاري. وقد قرأت هذه السيدة إعلانا موجزا باسمه يعرض فيه أسباب امتناعه عن الحضور، حيث قال إن الأمر التنفيذي الصادر عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يمنع رعايا سبع دول ذات أغلبية مسلمة، من ضمنها إيران، من دخول الولايات المتحدة؛ منعه من تسلم الجائزة بنفسه”، متابعة :”تساءل فرهادي عن سبب عدم ضم السعودية، البلد الذي ينحدر منه 15 إرهابيا شاركوا في هجمات 11 سبتمبر، إلى هذه القائمة”.
وواصلت الصحيفة :”لكن هذا لا يواسي المملكة، التي ما زال القلق يساورها من النجاح الذي تحققه السينما الإيرانية. كما أن التغطية الواسعة للمعركة بين القوتين الإقليميتين لا تغيب عن القنوات الدبلوماسية العامة، التي تلعب فيها السينما دورا هاما، السعودية على ضوء النجاح الذي حققه فرهادي؛ قررت تصوير فيلم وثائقي من إنتاج “مارجين سكوب”، وهي الشركة التابعة لرجل الأعمال سلمان الأنصاري، مشيرة إلى أن السعودية لم تعمد إلى إنتاج فيلم روائي؛ لأنها لا تعترف بصناعة الأفلام”، مؤكدة :”كما هو متوقع؛ فإن الفيلم السعودي المسمى (الخطر في التنكر) صنف إيران دولة إرهابية تطمح إلى تقويض الاستقرار في المنطقة، ومن بين الشخصيات الذين أجريت معهم مقابلات عند تصوير الفيلم؛ كبار المسؤولين الأمريكيين، بمن فيهم الدكتور مايكل ليدين، وهو صديق مقرب لمايكل فلين، الذي كان مستشارا لشؤون الأمن القومي في إدارة ترامب”.
وأكدت هارتس :”الجدير بالذكر أن المحافظ الجديد ليدين خصص معظم عمله الأكاديمي والسياسي للتهديد الإيراني، كما أنه تورط عام 1980 في قضية إيران كونترا، التي كانت تهدف إلى إحداث ثورة داخلية في إيران، لكنه انتهى ببيع الأسلحة الإيرانية إلى المتمردين في نيكاراغوا، في صفقة شملت إسرائيل”، مشددة :” إدارة ترامب، من خلال حملتها المناهضة للاتفاق النووي الإيراني، تنعش السياسة المعادية لإيران والموالية للسعودية، بعد تهميشها لسنوات عدة من قبل إدارة أوباما. وبالتالي فإن أي وسيلة لمحاربة إيران، بما في ذلك السينما، تعد مقبولة، حتى وإن كانت سياسة ترامب في الواقع تعزز من مكانة إيران”.
وعلق التقرير العبري بالقول :”على الرغم من أن البلدين يظهران بعيدين كل البعد عن المصالحة، إلا أن ملامح التقارب بينهما ظهرت مؤخرا، ففي نهاية الأسبوع الماضي؛ اجتمع ممثلون إيرانيون كبار مع ممثلين سعوديين في جدة، لمناقشة الترتيبات المتعلقة بالحج، بعد أن تسبب الازدحام هناك في عام 2015 بمقتل الآلاف من الحجاج، من بينهم أكثر من 450 إيرانيا”، مفيدا :”عقب تلك الأحداث؛ حظرت إيران عن مواطنيها أداء مناسك الحج، ولكن يبدو أن البلدين حاليا على استعداد للتوصل إلى اتفاق. بالإضافة إلى ذلك؛ بعد وفاة الرئيس الإيراني السابق أكبر هاشمي رفسنجاني في 8 يناير؛ امتنعت السعودية عن إرسال رسالة تعزية عامة، لكن الملك سلمان أرسل رسالة تعزية شخصية قصيرة إلى أسرة رفسنجاني، الذي كان يقف وراء الجهود المبذولة للمصالحة بين البلدين”.
وختمت “هارتس” تقريرها بالقول :”ليس من المؤكد أن تكون السعودية وشركاؤها في الخليج بحاجة إلى فيلم سعودي من أجل إقناع الولايات المتحدة بالخطر الذي تشكله إيران، وعلى الرغم من أن صفحات الصحيفة السعودية (الشرق الأوسط) تنشر الكثير من المواد في قسم خاص تحت عنوان (جرائم إيران في جميع أنحاء العالم)، إلا أنه من المبالغ فيه أن تعتبر صحيفة سعودية أن السينما الإيرانية تشكل تهديدا كبيرا إلى هذه الدرجة”.