أكد يوسي ميلمان، الخبير الأمني الإسرائيلي المعروف، ومحرر الشؤون الأمنية والعسكرية لدى صحيفة “معاريف” الاسرائيلية أن مستويات الاتصال والتنسيق زاد بشكل كبير بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل رغم أنها لازال تتسم بالسرية.
وقال المتحدث ذاته في مقال نشرته صحيفة “ميدل إيست آي” :”أذهان المسؤولين والقادة العسكريين الإسرائيليين تنشغل هذه الأيام بمعبرين بريين، بات أحدهما مصدرا للقلق، بينما أصبح الآخر مصدرا للأمل: الاثنان مرتبطان وينطلقان من نفس الإستراتيجية. أما المعبر البري الأول، الذي يقلق إسرائيل، فهو ما يطلقون عليه اسم “الهلال الشيعي”، مضيفا :”ذلك أصبح واقعا بفضل الجهود الإيرانية التي استغلت الحروب الأهلية في سوريا والعراق، مما مكن طهران من إقامة خط بري مباشر يمتد من إيران، عبر المناطق التي يسيطر عليها الشيعة في العراق، إلى سوريا ومن هناك إلى حزب الله، حليف إيران في لبنان، مما منح إيران موطئ قدم على ساحل البحر المتوسط”.
وأكد الكتاب :” إيران تعتبر عدوا لإسرائيل وللمملكة العربية السعودية على حد سواء. وانطلاقا من المثل القديم الذي يقول “عدو عدوي صديقي”، فقد زاد البلدان من مستويات الاتصال فيما بينهما، على الرغم من أنها في المجمل ما تزال اتصالات سرية وبعيدا عن الرادار. إلا أن هذه الاتصالات هي التي تقف وراء الأصل المؤسس لذلك المعبر الثاني”، مضيفا :”إسرائيل والسعودية ما تزالان في حالة حرب. فقد كانت الأخيرة، وإلى جانبها عدد آخر من الدول العربية، قد أرسلت وحدات عسكرية صغيرة لمقاتلة إسرائيل في عام 1948 ثم في عام 1967. كما أعلنت السعودية حظرا على تصدير النفط إلى الولايات المتحدة والبلدان الأوروبية في عام 1973 تضامنا مع مصر وسوريا حينما كانتا في حرب مع إسرائيل”.
وأكد الخبير الإسرائيلي :”السعودية تصنف بموجب القانون الإسرائيلي على أنها “دولة عدو”. ولكن لم يتوقف ملوك السعودية وأولياء العهد فيها منذ عام 1981 عن زيادة مستوى مشاركاتهم في الجهود التي تبذل لإحلال السلام بين العرب والإسرائيليين. وقد صدرت عنهم عدة خطط لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ومن ذلك مبادرة السلام لجامعة الدول العربية، والتي تعرف أيضاً بالمبادرة السعودية، والتي تم تبنيها في عام 2002 وأعيد التأكيد عليها في اجتماع القمة العربية الذي عقد في عام 2007″، معلقا :” تنادي هذه المبادرة بتطبيع العلاقات بين العالم العربي وإسرائيل مقابل الانسحاب الإسرائيلي الكامل من المناطق المحتلة بما في ذلك القدس الشرقية. كما تقترح المبادرة تسوية عادلة لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين بناء على قرار الأمم المتحدة رقم 194 الذي يعود إلى عام 1948″.
وخلص التقرير :”ومنذ ذلك الوقت، ما فتئت الروابط بين البلدين تتطور حول المصالح المشتركة، وتطورت بشكل بارز خلال العقدين الماضيين، يسعى الطرفان بشكل خاص إلى وقف محاولات إيران إنتاج القنبلة النووية والحد من طموحاتها للهيمنة الإقليمية كما هو ملموس من مشاركتها المباشرة وغير المباشرة في حروب كل من العراق واليمن وسوريا”، مردفا :”نتيجة لهذه الرؤية الإستراتيجية المشتركة، كان المسؤولون والقادة العسكريون وكبار ضباط المخابرات الإسرائيليون يلتقون من حين لآخر مع نظرائهم السعوديين. وهناك تقارير تفيد بأن رؤساء الموساد التقوا برؤساء وكالات المخابرات السعودية ورؤساء مجلس الأمن القومي فيها، كما تفيد بعض التقارير بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت التقى حينما كان على رأس الحكومة الإسرائيلية بالأمير بندر بن سلطان حينما كان رئيسا للمخابرات السعودية وفي نفس الوقت رئيسا لمجلس الأمن القومي السعودي”.