اعتبر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أن الرسائل التي تبثها الدول المحاصرة قطر ( السعودية، الإمارات، البحرين، مصر) إعلاميا تحمل في طياتها العديد من رسائل الكراهية بين الشعوب والتي قد يكون لها آثارا مجتمعية خطيرة.
وقالت ساندرا أوين، المتحدثة باسم المرصد، في لقاء صحفي لها مع أحد المواقع الإلكترونية العربية :”رصد “الأورومتوسطي لحقوق الإنسان” محتوى إعلامي بثته بعض وسائل الإعلام التابعة للدول المقاطعة لقطر والذي يحمل في طيّاتها رسائل الكراهية وشيطنة الآخر في أذهان المشاهدين لتلك القنوات والوسائل الإعلامية،وعلى ضوء ذلك، وسواءً أكانت تلك البرامج أو المشاهد تعبر عن توجه رسمي للدول المقاطعة أو توجه فردي لأصحاب القنوات ومحطات البث مع الموافقة الرسمية لبث تلك المواد، فإن المحتوى الذي تم رصده والمقدّم على شكل مشاهد تمثيلية ينتهك المعايير الإنسانية والقانونية التي تلزم كل دولة عضو في الأسرة الدولية باحترام الشخصية القانونية للدول الأخرى، وعدا عن مخالفة ذلك المحتوى للنصوص الدولية التي حظرت نشر الكراهية بين الشعوب بناءً على أي معيار كان، وعلى ذلك نصت المبادئ العامة للإعلان العالمي لحقوق الإنسان وخاصة في المادة الخامسة منه على: “اعتبار كل نشر للأفكار القائمة علي التفوق العنصري أو الكراهية العنصرية، وكل تحريض عليها يرتكب ضد أي جماعة جريمة يعاقب عليها القانون”.
وعلقت المتحدثة ذاتها على اتهام دول الحصار لقطر بدعم الإرهاب بالقول :” لكل دولة أن تطلب من الدول الأخرى، كنتيجة لحقها في المساواة أمام القانون الذي اقره ميثاق الأمم المتحدة تنظيماً للعلاقات بين الدول، احترام كيانها المادي ومركزها السياسي ومراعاة مركزها الأدبي، ومن إحدى مظاهر هذا الاحترام الامتناع عن وصف أي دولة بأوصاف مؤذية ومسيئة”، مشددة :”مما رصد “الأورومتوسطي” ما تم رصده من توجيه تهم الإرهاب إلى دولة قطر عبر الإعلام الرسمي وغير الرسمي لبعض الدول وبوسائل مختلفة، ومثل هذا التصرف عدا عن كونه مخالفا للنصوص الدولية كما أسلفنا فهو يعتبر خرقا للعرف الدولي الذي يفرض مراعاة مركز الدولة الأدبي ومعاقبة كل من يقدم علي فعل فيه تعدّ على اعتبار تلك الدولة”.
واستنكر المرصد استغلال صور الأطفال في هذه الخصومة السياسية على المستوى الإعلامي إذ علقت أوين بالقول :” زج الأطفال في الأحداث السياسية بهذه الطريقة قد يغرس في نفوسهم الكراهية والجنوح إلى العنف الأمر الذي سيفقدهم حقهم بالعيش ببيئة ملائمة يسودها الأمن والمحبة والاستقرار وفقا لما قرره الإعلان العالمي لحقوق الطفل لعام 1959 الذي ينص في مادته العاشرة على أنه: “يجب أن يحاط الطفل بالحماية من جميع الممارسات التي قد تدفع إلي التمييز العنصري أو الديني أو أي شكل أخر من أشكال التمييز، وأن يربى على روح التفهم والتسامح، والصداقة بين الشعوب، والسلم”، وتعريض الأطفال لغير هذه البيئة سينشئ جيلا حاقدا وعنيفا بسبب عرض هذا المحتوى الإعلامي حتى وإن انتهت الأزمة الخليجية لاحقا “.