قامت صحيفة “الباييس” الاسبانية بنشر تقرير تطرقت فيه للحصار والضغوط الاقتصادية التي تمارسها السلطة الفلسطينية على سكان قطاع غزة الذي تحكمه المقاومة الاسلامية حماس، وهو ما يجعل الوضعية في القطاع أكثر تأزما.
وقالت الصحيفة الاسبانية :” منذ شهر أبريل، تفاقمت أزمة الكهرباء في قطاع غزة، بسبب عجز محطة التوليد الوحيدة في القطاع عن توفير الوقود اللازم للاستمرار في العمل، وبسبب هذه الأزمة، لا يتمتع القطاع الذي يضم نحو مليوني نسمة، سوى بأربع ساعات من الكهرباء يوميا، وبناء على القرار الذي اتخذته الحكومة الإسرائيلية بتخفيض كمية الكهرباء التي تزود بها القطاع، بناء على طلب السلطة الفلسطينية، فسيبقى سكان غزة في الظلام لمدة ساعة أخرى”، مضيفة :”جاء الإجراء الإسرائيلي بالتزامن مع الذكرى السنوية العاشرة لسيطرة حركة حماس على قطاع غزة الذي شهد ثلاث حروب طاحنة مع إسرائيل. في حين أن تصاعد التوتر ينبئ بإمكانية اندلاع صراع مسلح جديد سيزيد من تفاقم الوضع”.
وواصلت “الباييس” :”السلطة الفلسطينية، برئاسة محمود عباس، تقول إنها سئمت انتظار الوعود بتشكيل حكومة وحدة وطنية مع حماس، لذلك بدأت في ممارسة الضغط الاقتصادي الشديد على قطاع غزة. وبعد رفضها تولي مهمة دفع تكاليف الوقود لمحطة توليد الكهرباء في غزة، قررت حكومة رام الله خفض 30 في المئة من رواتب موظفيها في القطاع. وفي شهر مايو، أعلنت أنها ستدفع لإسرائيل فقط 75 في المئة من تكاليف الطاقة الموجهة لغزة”، ناقلة تصريح يوآف جلانت، وزير الإعمار والإسكان الإسرائيلي الذي قال فيه :”إسرائيل ترى حماس على حد سواء مع تنظيم الدولة في الدول الغربية”.
وأضاف المتحدث :”حماس في سنة 2007 قد شددت الحصار على حركة فتح وطردت منافسيها السياسيين واستولت على السلطة، “ما بين 30 و40 ألف عنصر من حماس يضيقون الخناق على مواطني غزة، ويحتفظون بمليوني مواطن من غزة مثل الرهائن.
من جهته قال طلال عوكل، المحلل السياسي الفلسطيني أن الوضع في غزة أصبح سيئا للغاية، ولكن هذا الأمر لا يعني أبدا أن احتجاجات شعبية قد تندلع، مضيفا :”الجميع يعرف أن غزة خاضعة للحكم العسكري، لكنهم يدركون جيدا أن المشكلة الأساسية تكمن في الاحتلال الإسرائيلي. فإما أن يتم الاتفاق بين الأطراف الفلسطينية، أو أن خطر اندلاع صراع جديد مع إسرائيل سيكون محتملا جدا”.
وتحدثت الصحيفة عن الأطراف الاخرى التي تساهم في هذا الإطار وعلى رأسها مصر، حيث قالت:”معاناة سكان غزة جراء رفض مصر زيادة إمدادات الكهرباء لقطاع غزة. إلى جانب ذلك، أدى الحصار المفروض على قطر، إحدى الجهات الرئيسية المانحة لقطاع غزة، في ظل القطيعة بين السعودية وحماس، إلى تدهور الوضع الإنساني في قطاع غزة”، معلقة :”الكارثة الإنسانية التي تلوح في الأفق؛ ففي ظل انعدام الطاقة وتلوث الشواطئ، في مناطق خاضعة لحصار صارم من قبل إسرائيل، وغلق الحدود المصرية، فضلا عن تجميد الدعم المالي من دول الخليج، حذر النّاطقون باسم حماس من كارثة حقيقية في قطاع غزة. ومن جهتها، أكدت الأمم المتحدة أن “غزة لن تبقى صالحة للسكن إذا استمر هذا الوضع إلى سنة 2020”.