وكالات / داخل شقة بسيطة بعقار كائن بشارع أبو طاسة، تقطن الطفلة “م. م.”، رفقة والدها وزوجته “ا. س.”، 43 عاما، بعيدا عن أحضان والدتها، واعتادت زوجة الأب توبيخها بكلمات حادة تارة وبالضرب أخرى؛ بسبب إصابتها بمرض التبول اللا إرادي، لكن صاحبة الجسد النحيف لا حلو لها ولا قوة خاصة أن والدها يقوم بدور “المتفرج”. رويدا رويدا، صعد عدد مرات تعدي زوجة الأب على الطفلة، لكن تلك المرة كانت الأخيرة “أنا مش قولتلك ما تعمليش كده تاني”، لتقرر هذه المرة الاستعانة بأبنائها الثلاثة، وراحوا ينظمون حفلة تعذيب للطفلة في غياب والدها حتى فارقت الحياة.
جلست الزوجة وأبنائها الثلاثة يفكرون في طريقة للإفلات منقبضة الشرطة حيث حياة ما وراء القصبان، واتفقوا على اقتباس فصل من مسرحية “هزلية” لإبعاد الشبهة الجنائية عنهم. بخطوات يكسوها الخوف، توجه الابن الأكبر لزوجة الأب “م. م.”، 26 عاما، كهربائي، إلى قسم شرطة الدخيلة، للإبلاغ عن وفاة شقيقته من الأم؛ إثر سقوطها من أعلى سلم العقار، لكن هيئته وطريقة نطقه للكلمات أثارت شكوك رجال الشرطة.
وانتقل المقدم ياسر القطان، رئيس مباحث الدخيلة، إلى محل البلاغ، وعثر على جثة الطفلة مسجى على ظهرها أعلى سرير غرفة نومها، ترتدي ملابسها كاملة، وكانت المفاجئة وجود آثار تعذيب بجسدها إثر إصابتها بحروق وكدمات متفرقة بالجسم. وأيقن رئيس المباحث أنه أمام جريمة وليست وفاة طبيعية كما جاء في البلاغ، فاصطحب أفراد الأسرة إلى ديوان القسم، لكن زوجة الأب وأبنائها الثلاثة أنكروا تورطهم في الأمر، وبتطوير مناقشتهم أقر مقدم البلاغ بجريمتهم، معللا فعلتهم بسبب تبول الطفلة اللا إرادي.