قال عبد الكريم خلف، الناشط الحقوقي الأحوازي أن الوضع في الإقليم العربي التابع لإيران لازال صعبا وكارثيا.
وحول وضعية حقوق الإنسان في المنطقة، قال خلف في لقاء له مع أحد المواقع الإلكترونية :”إن انتهاكات حقوق الإنسان التي يرتكبها النظام الإيراني بحق الأحوازيين العرب كثيرة جدا، ومن أبرزها تغيير التركيبة الديموغرافية لصالح المستوطنين الفرس، الذين تجلبهم السلطات الإيرانية من المحافظات والمدن الفارسية، كذلك البطالة والفقر والحرمان وسرقة الثروات والاعتقالات العشوائية بحق النشطاء، والإعدامات غير القانونية التي نفذت بحق العديد من السياسيين الأحوازيين، كل ذلك، وبشكل عام، سياسات ومشاريع الاحتلال الإيراني تنفذ على قدم وساق بحق الأحوازيين، ونعتبرها جرائم إبادة جماعية بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى”.
وتابع المتحدث حول الوضع الحقوقي للشعب الأحوازي بعد ثورة الخميني بالقول :”لم يختلف التعامل مع الأحوازيين واضطهادهم، لا في زمن البهلوي ولا في العهد الجديد، بل نرى أن كل المشاريع التي فشلت في زمن محمد رضا شاه وأبيه، كتغيير التركيبة السكانية، طبقت في زمن الجمهورية الإسلامية بأكثر عنصرية، وما نراه اليوم من تواجد للقومية ‘اللورية’ (أقلية فارسية) في الأحواز هو في الواقع يعد جزأ من سياسة التفريس، التي رسمت في زمن الشاه، وتبناها الخميني، وطبقت في عهد الجمهورية الإسلامية بعد نجاح الثورة”، مواصلا حول الأسرى الأحوازيين في السجون الإيرانية :”بغياب وسائل الإعلام والمنظمات الحقوقية، الأسير الأحوازي يواجه العنصرية الفارسية في ظل محاكمة غير قانونية؛ لأن النظام الإيراني خصص محاكم ثورية لهذا الغرض، حيث إن قرارات هذه المحاكم لم تخضع للسلطة القضائية، بل كانت تحت إشراف كامل لوزارة الاستخبارات الإيرانية، وهذه الأخيرة تحت إشراف خامنئي مباشرة، إضافة إلى زج النشطاء الأسرى في معتقلات سرية، وعدم الإعلان عن مصيرهم لذويهم بعد مرور عدة شهور تحت التعذيب الجسدي والنفسي، وإجبار المعتقلين على الاعترافات الكاذبة التي تؤدي إلى أحكام جائرة مثل الإعدام والحبس المؤبد”.
وأكد المتحدث :”كما أن قوانين السجون في إيران لا تطبق على الأسرى الأحوازيين، ومن ضمنها عدم نفي السجين من مدينته التي يقطنها أكثر من عامين، ولكن، لدينا أسرى مسجونون في مدن فارسية نائية في شمال إيران، ونفيهم استمر أكثر من 10 سنوات. وعدم وجود مرافق صحية ومعالجة للأسرى المرضى من المآسي التي يواجهها الأسرى الأحوازيون في السجون الإيرانية”.
وتطرق عبد الكريم لمصادر التقارير الحقوقية حيث قال :”بعد وصول المعلومة، يتم رصدها وتوثيقها من نشطاء حقوق الإنسان في داخل الأحواز من عدة مصادر، ومن ثم نقوم بإرسال المعلومة لمنظمات حقوق الإنسان ووسائل الإعلام أيضا. وحول توثيق الانتهاكات الحقوقية في المؤسسات الدولية، واجهنا بعض العراقيل بسبب وجود لوبي فارسي متنفذ في المؤسسات الدولية، ولكن النشطاء الأحوازيين خلال السنوات الماضية استطاعوا أن يوثقوا بعض الانتهاكات، كالإعدامات والاعتقالات التي تنفذها السلطات الإيرانية بحق الأحوازيين”.