اعتبرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية أن الزيارة التي قام بها دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي إلى المملكة العربية السعودية ما هي إلا استمرار للسياسات السابقة للبلاد في دعم الديكتاتوريات الفاسدة في منطقة الشرق الأوسط.
واعتبر كاتب التقرير هو الكاتب الأمريكي الشهير كريستيان كاريل بأن محاربة الفساد سيكون كفيلا بخلق إنعاش اقتصادي والقضاء على الإرهاب، على حد وصفه.
وأفاد التقرير :” إذا كان هناك من يظن أن زيارة ترامب للسعودية شكلت بداية جديدة وجادة فهو مخطئ، وليكن معلوما أنها لم تكن في الواقع سوى تكرارا كسولا لسياسات قائمة منذ وقت طويل، وهي في الحقيقة نفس السياسات بالضبط التي ساعدت على إدامة الدكتاتوريات الفاسدة والنزاعات التي لا نهاية لها والفشل الذريع والعطالة المتفشية في كافة أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”، مضيفا :” في أقل تقدير، كان ينبغي لزيارة ترامب أن تعطي الأمل بمستقبل مختلف للمنطقة، لكنها بدلا من ذلك لم تتجاوز إعادة إنتاج الماضي وترسيخه”.
وأكدت الصحيفة الأمريكية :” الأثر الذي يمكن أن ينجم عن مسارعة العالم الخارجي إلى مساعدة التونسيين في حل مشاكلهم سيكون كبيرا، إذ من شأن الإحياء الاقتصادي في تونس (التي انطلقت منها شرارة ثورات الربيع العربي) أن يثبت للأقطار العربية أن بإمكانها أن تخط مسارها في العالم دون أن تكون عائمة على بحيرات من النفط”، مشددا :” برامج مكافحة الفساد ستسهم في إثبات أنه بالإمكان التغلب على واحدة من أكثر أمراض المنطقة فتكا بها، وستشكل عملية التحول الديمقراطي ردا قاصما على المتشددين الإسلاميين”.
وواصل الكاتب حديثه عن تونس حيث قال : “تونس الناجحة ديمقراطيا هي أفضل رد غير عسكري ناجع على تنظيم الدولة يمكن أن يفكر في تصميمه أي إنسان. وعلى النقيض من السياسة السعودية التي تقوم على القمع المستدام، سوف يشكل النموذج التونسي فرصة لكسر دورات العنف والتطرف المستمرة”، مفيدا :” ذه أوضاع تستغلها الجماعات الإسلامية المتطرفة التي تجد في حالة السخط المتنامية مرتعا لنشاطاتها”.
وختمت “الواشنطن بوست” تقريرها بالقول :” ورغم كل ما يحسب لتونس من إنجازات، إلا أنها اكتسبت صيتا سيئا، بسبب أن نسبة كبيرة من المقاتلين الأجانب الذين توافدوا على سوريا وانخرطوا في حربها الأهلية جاؤوا من تونس، لك أن تتصور الأثر الذي يمكن أن ينجم عن مسارعة العالم الخارجي إلى مساعدة التونسيين في حل مشاكلهم،بل من شأن الإحياء الاقتصادي هناك أن يثبت للأقطار العربية أن بإمكانها أن تخط مسارها في العالم، دون أن تكون عائمة على بحيرات من النفط”.
ودافع الكاتب عن وجهة نظره بالقول :”كما كنت قد قلت في مقالات أخرى، إن تونس الناجحة ديمقراطيا، هي أفضل رد غير عسكري ناجع على تنظيم الدولة الإسلامية، يمكن أن يفكر في تصميمه أي إنسان”، معلقا :” وعلى النقيض من السياسة السعودية التي تقوم على القمع المستدام، سوف يشكل النموذج التونسي فرصة لكسر دورات العنف والتطرف المستمرة، لا يكمن مستقبل العالم العربي في المملكة العربية السعودية، وإنما يكمن في تونس”.