اعتبر خيري عمر، الأكاديمي بجامعة سكاريا التركية أن مصر يمكنها الآن تأدية دور مهم في تحقيق الاستقرار في ليبيا، وذلك في حالة تمكنت من التواسل الحقيقي والإنفتاح على جميع الأطراف، خصوصا في الغرب الليبي، وتراجعت عن الرهان على حفتر فقط.
وقال عمر في لقاء صحفي مع أحد المواقع الالكترونية حول زيارة رئيس أركان الجيش المصري، الفريق محمود حجازي: “أعتقد أن الزيارة تدخل ضمن مهام اللجنة المصرية المعنية بالملف الليبي، التي يترأسها الفريق حجازي، وهي لجنة تسعى حاليا للتواصل مع جميع الأطراف الليبية، سواء البرلمان في الشرق أو المجلس الأعلى والمؤتمر الوطني العام في الغرب، وهي ليست من قبيل الدعم العسكري لخليفة حفتر، لكن من باب إقناعه بالحل السياسي”، مضيفا حول عدم زيارة حجازي الغرب الليبي :” الزيارة مطلوبة فعلا، فإذا تمكنت السياسة المصرية من الانفتاح على الأطراف الأخرى في الغرب الليبي، ومنها القيادات العسكرية، يمكنها فعليا القيام بدور مهم في ليبيا، فالسياسة المصرية خلال الأشهر الستة الماضية وقبلها، التقت عدة أطراف من الفاعليين في ليبيا، وحاليا يبدو أنها لن تدعم طرفا واحدا أو على الأقل تراهن عليه”.
وحول طيبعة الدور المصري في ليبيا، قال ذات المتحدث :” هو أقل حدة من دور الإمارات العربية في دعم طرف واحد والرهان عليه وفقط، ودور القاهرة الآن أكثر انفتاحا عن ذي قبل، ومصر تدرك أن الأزمة في ليبيا متشعبة وليست ثنائية بين طرفين؛ حفتر أحدهما”، مفيدا :” خبرة السنوات الثلاث الماضية، وركود الوضع السياسي في ليبيا، وعدم قدرة أي طرف على الحسم، شكل خلفية السياسة المصرية الحالية. لكن السؤال المهم الآن: هل يمكن لمصر أن تقدم شيئا؟ الإجابة ترتبط بالوضع الداخلي لكل من مصر وليبيا، وكذلك التعاطي الدولي وتدخلاته في ليبيا”.
وتابع الأكاديمي المصري :” خيوط اللعبة كانت في السابق تختصر في حفتر، لكن تعديل مصر موقفها وتحولها إلى وسيط، والتواصل مع لاعبين آخرين، جعلها تقترب من الأزمة بشكل جيد، وكذلك تواصلها مع الأطراف الإقليمية ودول الجوار والتنسيق لزيادة فرص القناعة بالحل السياسي فقط. وهذا جعل مصر رقما مهما في حل الأزمة الليبية، وما تزال علاقتها بحفتر وعلاقتها بحكومة الوفاق خيوطا جيدة لديها”، معلقا على التنافس بين مصر والجزائر وتونس حول الليبي بالقول :” التنافس بين الدول الثلاث؛ تونس والجزائر ومصر، ليس على سحب البساط وتهميش دور الآخرين، لكن الآن جميعها يفكر في حل الأزمة وإقناع بعضهم بعضا بالحل السياسي، وكان هناك تنسيق كبير بين هذه الدول، ومن ثم ليس من مصلحة أحد سحب البساط. وكان الاختلاف بين من يرى الحل عسكريا، مثل مصر، وبين الحل السياسي فقط، وهي رؤية تونس والجزائر، ومؤخرا اتفقت الدول الثلاث على الحل السياسي”.
ونفى عمر تراجع دعم السيسي لحفتر حيث قال :” لم يتراجع، والدليل أنه لم يستبعد حفتر من أي حلول مطروحة، ولكن يمكننا القول إن مصر تنتقل من الحليف إلى الوسيط، ومصر تعرف أن هناك بعض الرافضين لحفتر حتى في الشرق الليبي، وخاصة من القبائل، وهي تسعى لاستقرار الأمور وخاصة على حدودها”، مؤكدا :” بالنسبة للدور المصري في ليبيا، هذا يتوقف على سياسة مصر في التواصل والتفاعل مع الأطراف الأخرى في ليبيا، خاصة في المنطقة الغربية، وبالأخص الأطراف الفاعلة، ومنها المجموعات المسلحة المنضوية تحت سلطة الدولة، فيمكن أن تكون السياسة الخارجية المصرية أكثر انفتاحا على كل الأطراف، وهنا يمكنها التأثير وإحداث تقدم كبير”.