قامت صحيفة “فايننشال تايمز” بنشر تقرير حول الآثار التي تتركها مناطق النزاع في سوريا، والتي تقوم أساسا على ست مناطق من سوريا حسب الخطة الروسية.
وقالت الصحيفة :” هذه الخطة هي مقدمة للتقسيم، وقد تفتح الباب أمام التنافس الدولي الشديد على سوريا، فرغم استمرار وقف إطلاق النار في هذه المناطق، إلا أن معارضين سوريين ودبلوماسيين يخافون من التنافس على المناطق في الشرق والجنوب من سوريا”، مضيفة :” التنافس يدور حول المناطق التي تخضع لسيطرة تنظيم الدولة، بشكل يدفع لمواجهة بين الجماعات التي تدعمها الحكومة الأمريكية، وتلك الشيعية الوكيلة عن نظام بشار الأسد، مثل حزب الله والمليشيات الشيعية المدعومة من إيران”.
ونقلت الصحيفة تصريحات عدد من المعارضين والديبلوماسيين والذين قالوا :” التوتر بدأ بالاتفاق الذي تم التوصل إليه في أستانة، عاصمة كازاخستان، الذي أدى إلى تحديد أربع مناطق يتم فيها تجميد النزاع، حيث ينظر الكثير من الذين يشاركون في الحرب إلى هذه المناطق على أنها مناطق نفوذ للدول الغربية، التي تدعم جماعات لها على الأرض، وتقول المعارضة ودبلوماسيون في المنطقة إن الاتفاق الأخير يقرب سوريا خطوة أخرى تجاه التقسيم”، مؤكدة :” الوضع في سوريا بعد أستانة ليس كما كان قبلها”، وأضاف: “سواء تحول اتفاق أستانة إلى خريطة تقسيم أو مناطق مشاركة في السلطة، فإن التسابق الآن هو من أجل الحصول على الحصة الأكبر”.
وواصل التقرير الأمريكي :” روسيا وتركيا وإيران توصلت في عاصمة كازاخستان لاتفاق يقوم على تجميد والقتال في أجزاء من المناطق الوسطى في حمص وحماة وفي الجنوب والشمال، فيما تم ترك مناطق الجنوب والشرق دون علامات”، مذكرا: ” منطقة الشرق تعد من أهم مناطق سوريا من ناحية المصادر النفطية والزراعية، بالإضافة إلى أنها تعد منطقة استراتيجية مهمة للقوى الدولية، مشيرة إلى أن الفائز بها سيكون قادرا على منع طهران أو ربطها بوكيلها حزب الله اللبناني، مرورا بالعراق وسوريا”.
ونوهت الصحيفة :” النزاع السوري بدأ باحتجاجات ضد نظام الأسد، تطالب بالإصلاح، ثم تطور إلى نزاع دولي، لافتة إلى أنه في الوقت الذي قاتلت فيه المعارضة السورية للإطاحة بالنظام، فإن الأكراد وتنظيم الدولة قاموا بتحديد مناطق نفوذ لهم”، مؤكدة :” الديبلوماسيون إن الولايات المتحدة وبريطانيا تحاولان التفاوض على منطقة عازلة في جنوب سوريا، تحميها على الأرجح قوات أردنية على الأرض، حيث أن السيطرة على الجنوب قد تؤدي إما إلى “منطقة عازلة”، أو وجود قوات مدعومة من إيران على أبواب أكبر حليف للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، إسرائيل”.
وعلقت كاتبة التقرير بالقول :” يعتقد أن الروس مستعدون لعقد صفقة مع الولايات المتحدة، التي أصبحت هامشية في سوريا أثناء إدارة باراك أوباما، مشيرة إلى أن آخرين يقولون إن روسيا تعمل على إضعاف تقدم القوات المدعومة من الولايات المتحدة في شرق سوريا، وترك النظام وحلفائه الإقليميين، مثل إيران، للسيطرة على بقية المناطق”.