قال أسامة حمدان، القيادي البارز في صفوف حركة المقاومة الاسلامية حماس أن العديد من التحديات تنتظر المقاومة بعد العملية الانتخابية التي تم إجراؤها مؤخرا، وخصوصا تغيير أصحاب القرار داخل الحركة من الداخل.
وجاء ذلك بعد أن كان خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس قد أعلن عن انتخاب إسماعيل هنية رئيسا جديد للمكتب السياسي، في الوقت الذي تعاني فيه الحركة في العديد من التحديات الداخلية والخارجية، وهي التي حاربت إسرائيل لثلاث مرات.
وقال حمدان في حوار له مع أحد المواقع العربية :” هناك ثلاث دلالات للعملية الانتخابية الداخلية؛ الأولى، أن المؤسسة راسخة في حركة حماس، وعليه فالعملية الشورية تسير بشكل سلس، رغم الكثير من الصعاب التي تعترض الحركة، والتحديات التي تواجهها”، مضيفا :” أما الدلالة الثانية؛ فهي أن هناك تداولا حقيقيا للمسؤوليات على أساس شوري جدي وحقيقي وفعلي، ويجري انتخاب قيادة الحركة بمشاركة الإخوة جميعا، دون ما نشهده في أماكن أخرى”.
وعن الدلالة الثلاثة، قال ذات المتحدث :” التقاليد الراسخة داخل الحركة، والتي تشكل مكسبا ليس لحماس وحدها، وإنما مكسبا على الصعيد الوطني الفلسطيني”، مؤكدا أن “الذي اعتاد أن يدير أموره بهذه الطريقة الشورية العالية، ويجري تداول المسؤوليات دون أي ارتباكات؛ قادر على إدارة معادلة وطنية فلسطينية بشكل صحيح وسليم”، مضيفا حول الدرس المستفاد من هذه القضية : يمكن الاستفادة من طريقة إجراء هذه الانتخابات وما أفرزته من نتائج؛ للتأكيد أنه ليس هناك روح استئثار لدى حماس”.
وأفاد حمدان : أبو العبد (هنية) كان رئيسا للحركة، ومسؤولا أول عنها في قطاع غزة، وتولى من بعده الأسير المحرر يحيى السنوار قيادة غزة، واليوم الأخ أبو العبد يتولى قيادة الحركة الأولى”، كاشفا أنه “في مواقع عديدة حصلت تغيرات في المستوى القيادي، وتمت بشكل سلس”، مؤكدا :” ما جرى خلال العملية الانتخابية “يعكس الروحية العامة لدى أبناء حماس، وهي روحية تتقبل هذا التغيير والتعامل مع كل الظروف والأحوال الوطنية، وتجعلها قادرة على إدارة حالة ديمقراطية داخل الوطن، في الوقت الذي فشل فيه آخرون في إدارة مثل هذه الحالة، أو لم يستطيعوا إدارتها”.
وتابع ذات المتحدث :” هناك مسألة أخرى يمكن الاستفادة منها، وهي أن الحركة تفتح ذراعها للجميع، وتقول: هذه هي حماس، بوضوح وصراحة”، متمنيا أن “يأتي يوم بعد التحرير؛ نتمكن فيه من عقد مؤتمراتنا بشكل علني، ويرى الناس حقيقة وطبيعة ما يجري داخل الحركة بشكل واضح”، مؤكدا :” الحركة التي تواجه العديد من الصعاب والتحديات؛ تقدم اليوم تجربة للشعب الفلسطيني البطل، وحري بشعبنا كله أن يستفيد منها، وأن يتعامل معها بإيجابية، وأن يأخذ منها عبرة كبيرة”.
أما عن أهم التحديات التي تواجهها الحركة، فقيادي القيادي الحمساوي :” هنالك تحد داخلي أساسي لا بد أن تواجهه القيادة الجديدة، ولديها تراث مما قامت به القيادة السابقة للحركة والتي ضمت في صفوفها بعض القياديين الحاليين، فالأخ أبو العبد كان نائبا لرئيس المكتب السياسي للحركة الأخ أبو الوليد (مشعل)”، موضحا :” من أهم التحديات التي ستواصل القيادة الجديدة التعامل معها؛ إعادة اللحمة الوطنية، ولم الشمل الفلسطيني، على أسس واضحة وراسخة”.
كما أكد على أهمية العمل، حيث علق قائلا :” يجب أن تكون هنالك إنجازات على مستوى مشروع وطني بناء فلسطيني جامع، بعد انهيار عملية التسوية التي لم يعد هناك جدوى منها، وبعدما اتضح للجميع أن الكيان الصهيوني لن يقدم ما وعد به الفلسطينيون”، مؤكدا أن “الحل الوحيد هو مواجهة هذا الكيان المحتل باللغة الوحيدة التي يفهمها، وهي لغة الضغط بالقوة” على حد وصفه.