اعتبر الفنان المصري المعتزل وجدي غنيم، المعارض للإنقلاب العسكري في مصر أن المؤسسة العسكرية قامت بتطويع الفن لصالحها من أجل السيطرة على الشعوب وعلى قلوبها ومشاعرها وفق التوجهات التي تأتي من الجهات العليا.
واعتبر أن الغاربة تضرب أطناب المجتمع الفني المصري بعد أن كان الفنانون المصريون يتشدقون بالحرية والديمقراطية وكل شيء، لكنهم وقفوا بجانب انقلاب عسكري يعصر الحريات في مصر عصرا.
وأكد غنيم في حوار صحفي له مع أحد المواقع العربية :” استخدام الجيش للفن يحدث بشكل مخطط ومدروس منذ زمن طويل، فهو مصاحب لظهور الفن الحديث من مسرح وسينما وراديو وتلفزيون، وكلنا نرى كيف تتم صناعة الأفلام بحيث تخدم السلطة في كل أوضاعها، بل ويتم تطويع الممثل والممثلة المصريين لخدمة وتمجيد صورة العسكر في غالبية أفلامهم، إن لم يكن جميعها، وقد رأينا بعض الحقائق المتمثلة في الارتباط الوثيق بين العسكر وحياة المراقص والخمور، وكان أكبر تجسيد لهذا الأمر في فيلم رد قلبي”، مضيفا :” من المفجع أنك تجد غالبية الشعب المصري مغيبة، نظرا لاستغلال ارتفاع نسبة الأمية بينهم، ولكن للأسف تجد أيضا بعض الفنانين المصريين مغيبين عن رؤية الواقع الحقيقي للعسكر، بدلا من أن يكونوا أصحاب الرؤية الواعية والمبصِّرة للشعب بهذه الحقيقة؛ ذلك أنهم شربوا من كأس خداع العسكر لهم، وما زال كثيرون منخدعين بالعسكر، ولكن هذا لا ينفي أن ما حدث في الثالث من يوليو وما أعقبها من مذابح؛ أيقظ وعي بعض الفنانين والكثير من الشعب، وفطنوا لإجرام العسكر وخيانة قادتهم”.
وحول انقلاب آراء الفنانين بعد الإنقلاب على محمد مرسي وتمجيدهم للسيسي قال غنيم :” لا شك أن هذه مواقف محيرة، ولا يوجد لها سوى تفسير واحد من اثنين، وهو أن هؤلاء الفنانين والفنانات إما مأخوذ عليهم سيديهات جنسية، أو أنهم يرفضون الديمقراطية والحرية عموما، فضلا عن رفضهم لوجود التيار الإسلامي، أو أي تيار مختلف معهم فكريا أو سياسيا”، مضيفا :” للأسف الشديد؛ فإن هذين السببين يوصلان إلى نفس النتيجة، سواء وقوع هؤلاء الفنانين تحت تهديد سيديهات العسكر، أم التطرف الأيديولوجي، وأرى أنه كان الأولى بهؤلاء الفنانين أن يقفوا إلى جانب الدفاع عن الحرية والديمقراطية والحق في التعبير عن الرأي، ولكن هذا للأسف لم يحدث، بل حدث العكس”.
وعن تعامل النظام المصري الحاكم معه الآن بعد تأييده لمحمد مرسي قال غنيم :” بعد الانقلاب مباشرة؛ كان الموقف يعتمد على الترقب، وأنا كنت رافضا لانقلاب السيسي من أول يوم، وبعد فترة عرض علي العسكر عبر أذنابه البقاء داخل مصر، وأن أتحدث في التلفزيون الرسمي للدولة وأقول فيه “إنني مع الرئيس الشرعي الدكتور محمد مرسي وأؤيده بشدة، ولكن المرحلة الحالية في مصر تستوجب أن نقف جميعا خلف رئيس السلطة الحالية وقائد المرحلة؛ لأن الدولة بحاجة إلى وحدة الجميع”، مضيفا :” على الفور؛ جمعت أسرتي واستشرت أولادي في القاهرة؛ ماذا أفعل في هذا الأمر المعروض علي؟ فقالوا لي افعل ما تريده، ولكن إذا استجبت لهم فلا علاقة لك بنا؛ لأننا لن نعترف بهذا الانقلاب، فأخذت موقفا حاسما ورفضت هذا العرض، حتى حصلت مداهمة لي، ولكني بفضل الله تمكنت من الخروج من مصر ثابتا بفضل الله على موقفي الداعم للشرعية وللرئيس مرسي”.