أفاد مهندسون سابقون في سد الفرات شمال شرق سوريا في بيان أن السد تجاوز مرحلة الخطر التي كانت محيطة به، وذلك بعد أن تمكنت الطواقم الفنية من الدخول إلى السد، وذلك عبر فتح عدة بوابات مفيض، وبدأ تمرير المياه عبر هذه البوابات من بحيرة السد، باتجاه مجرى النهر.
وكان خبراء ومهندسون قد عبروا عن قلقهم من مسألة استهداف السد بغارة جوية من قوات التحالف، وهو ما فتح الباب واسعا أمام جدلية حيت انتقسم المتدخلون إلى فريقين، فريق قلل من أهمية الحديث عن انهيار السد كونه مجهز بنويا لتفيض المياه الزائد عند وصولها إلأى منسوب معين، وبين فريق ترك السد إثر اندلاع الثورة في البلاد والذي حذر من انهياره؛ بسبب ضغط المياه”.
وفي نفس السياق، نشرت تقارير صحفية تصريح خبير في السدود سوري لم يكشف عن إسمه قال :”سد الفرات يوّلد الطاقة يولد 10% من الطاقة الكهربائية في عموم سوريا، وخروجه عن الخدمة يحرم مدنا كبيرة من الطاقة الكهربائية والتي من أهمها”حلب” إضافة إلى المدن الشرقية”، مضيفا :” القصف الذي تعرض له سد الفرات، أدى الى احتراق غرفة التحكم والقيادة في محطة سد الفرات، ما أخرجها عن الخدمة والعمل، وبالتالي انعدام التغذية الكهربائية في السد وسوف يؤدي ذلك الى توقف كل التجهيزات المساعدة في السد بما فيها مضخات نزح المياه الموجودة في المناسيب السفلية للسد”.
وتابع ذات المتحدث وهو مدير سابق للسد :” وبالتالي غمر هذه المناسيب بالمياه حتى المنسوب 254 م عن سطح البح، ما يعني غمر كل التجهيزات المساعدة اللازمة لعمل المحطة وتعطلها وتوقفها عن العمل لحين السيطرة على السد، وتأمين مصدر كهربائي والبدء بنزح المياه من هذه المناسيب المغمورة واصلاح او تبديل التجهيزات المتعطلة المذكورة”، مقللا من أهمية الحديث الذي راج في السابق عن مكان انهيار السد.
من جهته قال هيثم بكور مهندس مدير دائرة الميكانيك سابقا في السد :” الخطر زال بشكل جزئي عن السد، حيث يوجد خطر من غرق تجهيزات المحطة الكهرمائية، مشيراً إلى أنّ إعادة السد إلى العمل تحتاج إلى جهد طويل، وتجهيزات خاصة، حيث لا يمكن، بحسب بكور، إعادة السد للوضع الذي كان عليه قبل احتراق غرفة العمليات”.
جدير بالذكر بأن سد الفرات يعتبر من أهم السدود في الوطن العربي، والشرق الأوسط من حيث قدرته على توليد الطاقة الكهربائية، وتخزين المياه، حيث تم بناؤه عام 1968 بدعم وتنفيذ من قبل الروس.
وكانت قوات التحالف الدولي الداعمة للمقاتلين الأكراد في حربهم على داعش، قد قاموا بقصف المحطة الكهربائية للسد في 20 مارس الماضي، وهو ما تسبب في أضرار بالغة وأخرجها من الخدمة ما جعل الإعلام الموالي يقوم بترويج إشاعة مفادها أن السد فقد قدراته الكهربائية وأصبح يعمل في الماء فقط..