يبدو أن الأسد، رئيس نظام سوريا الحالي دائما ما يلجأ إلى بعض الحيل كلما تم اتهامه بأنه يقوم بتصفيات لمعارضيه، أو ارتكابه جرائم حرب، كان آخرها قتل أكثر من 100 مدني أكثرهم من الأطفال في قصف كيماوي، إحدى هذه الحيل التأكيد على أنه على حق مستعينا بالدعم الكبير الذي يتلقاه من بعض القيادات الغربية أو العربية من غير شركائه الكلاسيكيين”.
الأسد وفي لقاء صحفي مع صحيفة “فيسرنجي لست” الكرواتية قال أن العديد من الدول الخليجية تعدمه وتقول له أنها لن تستطيع الإعلان عن ذلك علنا، ولكنها في نفس الوقت تبدي غير ذلك، متهما الغرب بممارسة الإرهاب.
وقال الأسد حول قيام بعض الدول الخليجية بتمويل الجماعات المقاتلة في سوريا :” معظم دول الخليج هي دول تابعة لا تجرؤ على أن تقول لا.. البعض منهم يقول لنا نحن معكم ولكن لا نستطيع أن نعبر عن ذلك.. نتمنى لكم الانتصار في حربكم والحفاظ على سوريا موحدة وهزيمة الإرهابيين.. ولكن في العلن يقول شيئا مختلفا لأنه يخضع للإرادة الغربية”، مستدركا :”لكي لا أقول كل دول الخليج.. معظم دول الخليج هي دول شكلها الإنكليز في مرحلة من المراحل وسلمها للأميركيين في مرحلة لاحقة.. لذلك لا نستطيع أن نقيم لماذا يقولون شيئا.. أو لماذا يقولون عكس هذا الشيء”.
وتحدث الأسد حول إقامة مشروع فيديرالي بالقول :” الفيدرالية موضوع وطني.. إن كان سيحصل أو لا يحصل.. هو مرتبط بالدستور.. والدستور بحاجة لتصويت شعبي.. لذلك لا نستطيع نحن كحكومة أن نقول.. نقبل أو لا نقبل.. الحكومة والسلطة التنفيذية تعبر عن إرادة الشعب.. ولكن أستطيع أن أعطيك الانطباع العام في سوريا بأن أغلبية السوريين لا يقبلون موضوع الفيدرالية لأنها مقدمة للتقسيم.. ولا مبرر لوجود الفيدرالية.. السوريون يعيشون مع بعضهم البعض لعقود وقرون”، مضيفا :” حتى قبل وجود الدولة السورية كانوا يعيشون بنفس هذه التركيبة حتى خلال الدولة العثمانية وقبل الدولة العثمانية من دون أي مشاكل.. لا حروب تاريخية بين مكونات الشعب السوري لكي يقولوا بأنه لا يمكن لهذه الطوائف أو الشرائع أو القوميات أن تعيش مع بعضها البعض. فإذن موضوع الفيدرالية هو موضوع مفتعل الهدف منه الوصول لحالة مشابهة لحالة العراق.. حيث يستخدمون هذا الجزء أو ذلك الجزء ضد الدولة التي من المفترض أن تكون دولة قوية.. وبالتالي يكون لديك دولة ضعيفة.. حكومة ضعيفة.. وشعب ضعيف.. ووطن ضعيف”.
وحول دخول أمريكا الصراع، قال الأسد:” بشكل عام السياسة الأمريكية تبنى على خلق فوضى في أماكن مختلفة من العالم.. وصراعات وفتن بين الدول على مدى عقود.. هذا الشيء ليس جديدا.. ولكنه يتكرر بأشكال مختلفة.. فمن خلال هذه الفتن.. توجد لها موطئ قدم “من خلال التناقضات ومن خلال عملاء موجودين أساسا.. ولكنهم تمكنوا من الظهور بسبب الظروف المستجدة” وتدخل في مساومات تحقق مصالحها في تلك المنطقة.. هذه سياسة أمريكية قديمة”.