نشر إيريك تراجر، الباحث الأمريكي الناشط في معهد واشنطن تقريرا قال فيه أن سياسة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الخارجية هي جزء لا يتجزأ من سياسته الداخلية.
وحول هذه الموضوع قال الباحث الأمريكي:” لسيسي في الداخل المصري يرى نفسه زعيما يقف بوجه كل من يسعى إلى الفوضى، وأبرزهم «الإخوان المسلمون». ووفقا لوجهة نظر الحكومة المصرية، “أنقذ” السيسي مصر من «الإخوان»، الذين يسعون إلى انهيار الحكومة المصرية وإقامة نظام حكم ديني إسلامي”، مضيفا :” في المقابل، يجادل المسؤولون المصريون باستمرار بأن الدولة القوية (ويقصدون القمعية) ضرورية لمنع عودة الإخوان وما قد ينشأ عنها من اضطرابات، وهذا ما أكّده السيسي في الكلمة التي ألقاها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2016، حيث لم يعرّف الإرهاب بأنه عنف ترتكبه أطراف غير دولية بحق السكان المدنيين بل بأنه “تهديد لكيان الدولة”.
وتابع التقرير :” تعزيزا لمركز السيسي في بلاده، تعْمَد وسائل الإعلام الموالية للحكومة إلى تسليط الضوء بانتظام على العنف الذي يمارَس في ليبيا واليمن وسوريا كأمثلة عمّا قد يحدث إذا تم السماح للإسلاميين بتحدّي الدولة المصرية” مواصلا :” بحكم تفضيل السيسي القوي للأطراف الحكومية على الأطراف غير الدولية، فقد اختلف بشكل حاد مع حلفائه الخليجيين حول النزاع السوري. فقد مالت دول الخليج إلى رؤية النزاع السوري من منطلق مخاوفها الكبرى من النفوذ الإيراني المتوسع في المنطقة، كما دعمت بشدة الإطاحة بنظام بشار الأسد المدعوم من إيران”.
وأشار الباحث الأمريكي بالقول :” الحكومة السعودية أيّدت ءكما دعم بعض الكويتيين بسخإ مختلف الجماعات المتمردة الإسلامية السنية، وبعضها مرتبط بتنظيم «القاعدة»، أو يتعاون مع فروع تنظيم «القاعدة»، في حين ساهمت الإمارات بتمويل صندوق متعدد الدول لتسليح الجماعات المتمردة المعتمدة، وتعمل بشكل ناشط على محاربة تنظيم «الدولة الإسلامية» في سوريا كجزء من قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة”، معتبرا أن السيسي يعتبر الأقل قلقا من تمدد النفوذ الإيراني حيث قال :”السيسي أقل قلقا بشأن النفوذ الإيراني في المنطقة من قلقه من النتائج التي قد تترتب عن كسب الجماعات الإسلامية السنية اليد العليا. فمن وجهة نظر السيسي، غالبا ما يبدو هؤلاء المتمردون مشابهين للإسلاميين الذين يحاربهم في بلاده، ولم ينفك يبرهن على تفضيله للأسد بصورة متزايدة”، متابعا :” في أحد اجتماعات الأمم المتحدة في سبتمبر، أعربت مصر صراحة عن اختلافها مع حلفائها الخليجيين عندما التقى وزير الخارجية المصري نظيره الإيراني على هامش اجتماع الجمعية العامة، ومن ثم صرّح للصحافة بأن “التحالف الذي يقاتل في سوريا ربما يسعى إلى تغيير النظام في البلاد، ولكن هذا ليس موقف مصر”.
وتأكيدا لهذا التوجه، قالت التقرير أن مصر أكدت ذلك عبر العديد من الخطوات معطيا المثال بالقول :” في أكتوبر أيدت القاهرة قرارا روسيا صدر عن مجلس الأمن الدولي، بينما عارضته السعودية بشدة. وبعد بضعة أيام، استضافت مصر رئيس المخابرات السورية لإجراء محادثات، وفقا لوكالة الأنباء السورية، انتهت بإبرام اتفاق بشأن “تعزيز التنسيق في الحرب على الإرهاب”.