من ضيق وكدر الملاجئ إلى سعة وصفاء البحر خرج أطفال فلسطينيون يمرحون على شاطئ غزة وينتزعون لحظات استراحة عزيزة في زمن الهدنة القصيرة بين إسرائيل وحركة حماس لكن وسط المرح العابر انتحب الآباء في قهر من مصاعب الحرب والتشرد.
وفي المياه الضحلة قفز الأطفال مع الأمواج المتكسرة على الشاطئ وراقبهم الكبار حفاة الأقدام على رمل البر وجلست أسماء السلطان وهي امرأة نازحة من شمال غزة على الرمال تطوق بذراعيها والدتها التي انهمرت الدموع من عينيها في صمت ويلجأ أكثر من 30 فردا من عائلة السلطان إلى مدرسة تابعة للأمم المتحدة في مدينة دير البلح مع مئات النازحين الآخرين وقالت أسماء إنهم جاؤوا إلى الشاطئ ليروحوا ولو قليلا عن أنفسهم وهربا من تكدس المدرسة والأجواء الكئيبة والملوثة هناك لكنها أضافت أنهم حتى بعد أن جاؤوا إلى الشاطئ ما زالوا يحملون في صدورهم الاكتئاب الشديد ويغلبهم البكاء.