في مقابلة صحفية مع أحد المواقع العربية قال محفوظ ولد الوالد، المعروف بـ “أبي حفص الموريتاني” إن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية ضد تظيم الدولة داعش وبعض الجماعات المسلحة الأخرى، هو جزء من ما يعرف بالحرب على الإرهاب والتي فشلت فيها الولايات المتحدة الأمريكية معتبرا أن الفشل ليس لعجز، ولكن لعدم رغبة في حرب هذه الظاهرة لأنها في الحقيقة وقود لها”.
وقال ذات المتحدث :” كلما اشتدت هذه الحرب في شراستها وإجرامها، انتشرت أفكار الغلو والتشدد، ووُلدت جماعات جديدة أكثر غلوا من التي قبلها، واتسعت دائرة نفوذ هذه الجماعات وازداد عدد المنتمين إليها، وازدادوا غلوا وتشددا في أفكارهم، واتسعت رقعة ومساحة سيطرتهم”، مضيفا :” هذا ما رأيناه واقعا، فحينما شُنت الحرب على أفغانستان لم يكن في الحقيقة من الجماعات التي توصف من قبل الغرب بأنها إرهابية إلا تنظيم القاعدة، وكان موجودا فقط في أفغانستان”.
وتحدث مفتي القاعدة السابق عن نظرته لهذه الحرب حيث قال :”بعد مرور 15 عاما على ما تسمى بالحرب على الإرهاب وجدنا أن الجماعات انتشرت واتسعت رقعة سيطرتها ونفوذها، وأصبح التنظيم الواحد له فروع في أماكن مختلفة وبلاد شتى وقارات عديدة، وبلغ الأمر أنه أصبح لتنظيم واحد من هذه التنظيمات ما يشبه دولة قائمة، وإن كانت غير معترف بها، إلا أن مساحتها واسعة، وهي أكبر من مجموعة دول أخرى موجودة في المنطقة، وبها عدد سكان أكثر من عدّة دول مجتمعة”.
وزاد أبو حفص والذي كان أحد الرجال المقربين من زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن :” ثبت عمليا أن هذه الحرب هي حرب فاشلة في تحقيق ما تعلن من أهداف، والغربيون يدركون ذلك، لكن لهم أهداف من هذه الحرب تختلف عن الأهداف المعلنة”، مضيفا :” من السذاجة أن نصدق أن الغرب يريد القضاء التام على الظاهرة التي يسميها بالإرهاب، أو أنه يريد نصرا له ولحلفائه ضد هذه المجموعات بحيث لا يبقى لها أي وجود. إن الغرب يريد لهذا الصراع والنزاع وهذه الفتن والحروب أن تستمر لأكثر من هدف، وأهم هذه الأهداف استمرار استنزاف الأمة الإسلامية في احتراب داخلي فيما بينها”.
وأضاف ذات المتحدث :” من هذه الأهداف كذلك، أن تظل الأنظمة والحكام في المنطقة بحاجة مستمرة ودائمة إلى الغرب، يلجؤون له ويستقوون به ضد هذه الجماعات، ويبذلون له أموالهم، ويقدمون له التسهيلات المختلفة مقابل ذلك”.
وأفاد أبو حفص :” وعندما نقول مثل هذه الكلام لا يجوز أن يُفهم منه أيضا أن هذه الجماعات عميلة للغرب، أو أنها تعمل بإرادة الغرب وتوجيهه، فجماعة مثل تنظيم الدولة مثلا رغم تصرفاته الخرقاء، وسياساته الجهلاء، وممارساته الحمقاء، لا يصح القول أبدا إنه عميل للغرب، أو أنه يفعل هذا تنفيذا لسياسات وأجندات خارجية، فهو يفعل ذلك لأنه مقتنع به، ولكن الغرب يوظف هذا الأمر حتى يحقق من خلاله الأهداف التي ذكرنا بعضها’.