قالت تقارير صحفية أن وزارة الأوقاف والشئون المصرية استجابت لدعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي من أجل العمل على “تجديد الخطاب الديني”، حيث قام الوزير بتعيين 144 واعظة لمرة الأولى على مستوى جميع الجمهورية وذلك رغم طرح عديد الأسئلة حول هذا الأمر.
وذكرت ذات التقارير عن وكيل وزارة الأوقاف الاسبق جمال عبد الستار قال إن هذه الفكرة كانت أثناء فترة الرئيس المعزول محمد مرسي وهو ما تم إجهاضه بعد الإنقلاب العسكري.
وقال عبد الستار، والذي كان يشغل منصب أستاذ كلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر:” بخصوص تخريج الداعيات والواعظات؛ كان هناك جهد كبير لإنجاز هذا العمل في عهد الرئيس مرسي، بحيث يقمن بتقديم الدروس الشرعية للنساء، وخاصة ما يتعلق بالمسائل النسائية، ولكن تم إغلاق هذا الملف بسبب وقوع الانقلاب العسكري”، متابعا :” الآن؛ يحاولون العودة إلى الأمر مجددا، ولكن بمواصفات مختلفة هذه المرة، وبجيل جديد من الداعيات اللواتي لا يقمن بغرس القيم والمفاهيم الدينية، وإنما ينشرن المفاهيم التي يريد السيسي أن ينشرها، والمعاني التي يريد السيسي أن يغرسها بين النساء”.
وأضاف ذات المتحدث :” نظام السيسي “لم يأت لإقامة الدين، وحفظ الحريات، وغرز القيم، وقد شاهدناه يعتقل العلماء والدعاة، ويحرق المساجد ويحاصرها ويغلقها، ويقيد الدعوة فيها هذا يدل على أن السيسي لا يخطط إلا لبقاء منظومته، وإنشاء وغرس من يقوم بنشر أفكاره”.
كما نقلت التقارير تصريحا لـلشيخ جابر طايع، وكيل وزارة الأوقاف، ورئيس القطاع الديني والذي قال فيه أن ما تم أوامر وليس جهد خالص ولا علاقة ل بتكوين الخطاب الديني، مضيفا :” نطالب بعدم المزج بين السياسة والدين في مثل هذه الأمورما تقوم به الوزارة هو “عمل تنظيمي إداري بحت، خاضع للأوقاف، ولا علاقة له بالسياسة”، متابعا :” عمل الواعظات يخضع لرقابة دائمة، حتى لا ينحرفن عن مقصد رسالتهن”، مضيفا أن “هناك ضوابط لمنع انخراطهم في أمور وقضايا سياسية، من خلال متابعتهم من التفتيش ومدراء المديريات والإدارات التابعة للأوقاف”.
وتابع ذات المتحدث: ” اختيار الواعظات “خضع لضوابط دقيقة، منها أنه يحظر عليهن التحدث في غير أمور الدين، ومن تخرج عن هذا السياق، أو تسيس الوعظ، أو نستشعر أن لها أجندة ما؛ فإنه سيتم سحب الترخيص منها.
في نفس السياق قال الشيخ ناصف شرف وهو إمام وخطيب: “وجود المرأة الداعية أمر في غاية الأهمية، والجهد المبذول في تعليم المرأة الإسلام الصحيح لا دخن فيها، ولا يكاد يذكر إذا ما قورن بالجهد المبذول مع الذكور، رغم أن عدد الإناث أكثر من الذكور في بلادنا على حد علمي”، مضيفا :” “لكن في ظل تجريف وتجميد وتجفيف الخطاب الديني في عهد وزير وقف الحال الدعوي، محمد مختار جمعة، المختار بعناية من قبل سلطة العسكر؛ فإن خطوة كهذه لا ينبغي استقبالها بارتياح، بل ينبغي أخذ الحذر منها”.