أفادت منظمة هيومن رايتس وووتش أن ناصر بن غيث، المعارض والأكاديمي الإماراتي الذي اعتقل منذ 18 شهر تصنفه بلده إرهابيا فقط لأنه تجرأ على انتقاد الحكومة، مضيفة أن المعتقل تم توقيفه لأنه انتقد سلطات بلده والسلطات المصرية، حتى قام بقضاء 9 أشهر كاملة بمعزل عن العالم الخارجي.
وقالت المنظمة في بيان لها إن ثلاثة من أصل خمس تهم تمت نسبتها إلى المعارض الإماراتي تنتهك بشكل واضح حرية التعبيير، حيث أفاد جو ستورك، نائب مديرة المنظمة في منطقة الشرق الأوسط :” انتظرت عائلة ابن غيث 9 أشهر لتعرف مكانه، ولما عرفته صارت مضطرة لتحمّل عبء معرفتها بما يعانيه في الحبس الانفرادي”.
السلطات الإماراتية كانت قد انتقدت أبن الغيث لتعاونه مع “جمعية الإصلاح” و”حزب الأمة” المصنفين إرهابيين بالرغم من نشطهما السلبي، حيث قالت هيومن رايتس :” من الاتهامات المتعلقة بحرية التعبير التي يواجهها ابن غيث، أنه نشر معلومات “تهدف إلى الإساءة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة”، عن طريق “الادعاء بأنه تعرض للتعذيب واتُّهم ظلما خلال المحاكمة السابقة”، مضيفة :” تستند السلطات الإماراتية في اعتبارها ناشطين سلميين بأنهم “إرهابيين”، على نص مواد بالقانون، منها أن “أي عمل تراه المحاكم معارضا للدولة أو يبث الخوف، أو يهدد الوحدة الوطنية، يمكن اعتباره عملا إرهابيا بموجب القانون، الذي ينص على عقوبات مطولة في السجن وعلى عقوبة الإعدام”.
وقال ذات المتحدث تعليقا على هذه التجاوزات من السلطة في الإمارات :” من السهل جدا أن تصبح إرهابيا في الإمارات: كل ما تحتاجه هو أن تقول شيئا غير مناسب أو أن تتعرف على الشخص الخطأ”.
هذا وكانت عائلة المعتقل ناصر بن غيث قد نفت جميع التهم الموجهة إليه، سواء كان ذلك بالممارسات أو بالإنضمام والإنتماء لحزب الأمة وجمعية الإصلاح وغيرهما.
هذا وكانت دولة الإمارات قد اعتقلت عددا كبير من الشخصيات المعارضة للحكومة الإماراتية، خصوصا الشخصيات المعارضة من الشق الاسلامي، حيث تعتبر الإمارات العدو العربي الأول الممول للثورات المضادة ضد الحركات الاسلامية ومن بينها حركة الاخوان المسلمين.
كما كانت الإمارات أول داعم لنظام الجنرال عبد الفتاح السيسي، الذي قاد انقلابا عسكريا دمويا على جماعة الاخوان المسلمين ومؤيديها من الشق الاسلامي، وذلك من أجل دفع الثورات عن عرش الإمارات الحالي.
كما دعمت الإمارات بشكل كبير خليفة حفتر، الجنرال الليبي المتقاعد الذي قام بمحاولة انقلاب على السلطة التي تشكلت بعد الثورة، والذي يعتبر هو الآخر من أعداء الإسلاميين في البلاد، باستثناء السلفية المدخلية التي تدافع عنه أمام جميع منتقديه.
هذا ولازال ملف المعتقين الإماراتيين شائكا، حيث لا توجد العديد من المعلومات عنهم وعلى عن توقيت وسبل إطلاق سراحهم في الوقت الذي تحدثت في تقارير صحفية بأن عددهم بلغ المئات.