سلطت صحيفة “لوموند” الفرنسية الضوء على مسألة انتشار الافلام الدرامية التي تتحدث عن “الدعاة الإسلاميين” في المجتمع الاسلامي، حيث تحول الأمر إلى أداة تقوم فيها وسائل الإعلام المصرية بالتحكم بهذا الموضوع، حيث يتم الترويج لهؤلاء الدعاة بشكل كثيف حتى يصبحوا أبواقا للنظام العسكري الذي يحكم حاليا في مصر.
وقالت الصحيفة في تقريرها :” إن تحديد العلاقات المحرمة بالنسبة للسلطة والدين والإعلام؛ ليس بالأمر السهل خلال هذه الفترة في مصر، “وعلى الرغم من ذلك؛ فإن الفيلم الروائي الأخير (مولانا) الذي صدر في أوائل شهر يناير، قد حقق نجاحا باهرا في دور السينما المصرية، مضيفة في حديثها عن القصة الفيلم :” هذا الفيلم “الذي واجه انتقادات الأصوليين” يروي قصة “صعود منشط برامج تلفزيونية، وهو شاب يتمتع بكاريزما يعتبر من أحد مؤيدي القراءة الحديثة للقرآن الكريم، ولم تتوقف سمعة وهالة هذا الداعية عن الانتشار؛ إلى درجة أن نجل الرئيس قرر تكليفه بمهمة حساسة للغاية؛ ألا وهي توجيه أحد أفراد عائلته إلى الطريق الصحيح، بعد أن حاول اعتناق الديانة المسيحية” متابعة :” هذا الفيلم من إخراج المخرج مجدي أحمد علي، ومقتبس من رواية “اللفظ المتجانس” لإبراهيم عيسى؛ الاسم الشهير في المشهد الإعلامي في القاهرة، “والمعروف بنقده للصناعة المزدهرة للفتاوى؛ المسؤولة عن تصنيف الحلال والحرام”.
وقالت الصحيفة في حديثها عن ظاهرة الفتاوى حيث قالت :” ظاهرة الفتاوى دليل على عملية إعادة “أسلمة” المجتمع المصري المتسارعة خلال السنوات الـ30 الماضية، “ففي بداية الأمر، كانت الأشرطة والبرامج الحوارية هي التي تدعم ظاهرة انتشار الفتاوى، أما اليوم فهي تنتشر بكثرة على شبكات مواقع التواصل الاجتماعي”، مضيفة :” مثل بطل “مولانا”، فإن “مئات الشيوخ في مصر ليس لهم سيرة ذاتية مرموقة، إلا أنهم يتقاضون أجورا عالية بفضل الفتاوى التي يقدمونها في البرامج التلفزيونية والمواقع المختصة على شبكة الإنترنت”.
وتابعت الصحيفة :” في هذا الفيلم؛ يسخر الداعية من آراء بعض المتدينين، وذلك في إشارة واضحة إلى القيادي في جماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي، الرئيس المنتخب في سنة 2012، والذي انقلب عليه الجيش في 2013″، مضيفة :” فيلم “مولانا” أثار غضب العديد من رجال الدين والتيار السلفي، بالإضافة إلى بعض العلماء من جامعة الأزهر وجامعات السوربون. وقد صرح عضو البرلمان، شكري الجندي، بأن “الأعمال الفنية التي تعالج المسائل الدينية ينبغي أن تناقش من قبل المؤسسات الدينية قبل أن تعرض في دور السينما”. وطالب الإمام منصور مندور، أحد كبار وزارة الشؤون الدينية، بأن يتم إزالة الفيلم من الشاشات التلفزيونية “قبل أن يتسبب في كارثة”.
وأكدت الصحيفة : مخرج الفيلم كان حريصا على الحديث في عمله عن الممارسات خلال فترة ما قبل الثورة، وفي المقابل، تحدث أيضا عن تلاعب القادة السياسيين برجال الدين الأصوليين، ومساهمتهم في صعودهم بطريقة غير مباشرة، في الوقت الذي يعملون فيه على قمعهم”، ناقلة عن إبراهيم عيسى الإعلامي المصري وكاتب الفيلم تصريحه الذي قال فيه :” لدين والسلطة والمال تشكل المثلث المميت المسؤول عن تراجع مستوانا الفكري والسياسي والاجتماعي”.