قامت وكالة “سانا” وهي وكالة الأنباء السورية الرسمية بنشر نص لقاء أجراه رئيس النظام السوري بشار الأسد مع بعض وسائل الإعلام البلجيكية والذي تحدث فيه عن المحادثات الأخيرة التي احتضنتها مدينة الإستانة، بالإضافة إلى إطلاقه بعض التصريحات بخصوص دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي الحالي، كما جدد هجومه على كل من المملكة العربية السعودية وقطر وتركيا وعددا من الدول الأوروبية.
وتحدث الأسد عن الحياة في حلب بعد أن قامت قواته بالسيطرة عليها بدعم روسي وإيراني، وذلك بإخراج جميع ساكنة المدينة، حيث قال في هذا الصدد :” إذا أردت التحدث عن كيفية النظر إلى السلام فإنه لا يتعلق بشكل أساسي بأستانة بل يرتبط بشيء أكبر بكثير، كيف يمكننا وقف تدفق الإرهابيين إلى سوريا، كيف نستطيع وقف الدعم من الدول الإقليمية مثل تركيا ودول الخليج أو من أوروبا كما في حالة فرنسا وبريطانيا أو من الولايات المتحدة خلال إدارة أوباما، إذا تعاملنا مع هذا العنوان فعندها يمكن أن تتحدث عن الإجراأت السياسية”، مضيفا :” تشكل أستانة إحدى المبادرات خلال الحرب على سوريا، وهي تتعلق بالحوار بين السوريين، لا يزال من المبكر الآن الحكم على أستانة، الاجتماع الأول كان إيجابيا لأنه تمحور حول المبادئ المتمثلة في وحدة سوريا، وأن السوريين هم من يقررون مستقبلهم، كيف يمكن أن تنفذ هذا الإعلان؟ هذا هو السؤال، وأعتقد أننا سنرى “أستانة 2″ وما إلى ذلك. للسلام مكونان؛ محاربة الإرهاب والإرهابيين ووقف تدفق الإرهاب وكل أنواع الدعم اللوجيستي، ثانيا الحوار بين السوريين لتحديد مستقبل بلدهم ونظامه السياسي بأسره، هذه هي عناوين نظرتنا إلى مستقبل سوريا”.
حول إتفاقيات إطلاق النار التي تبادلت كل من المعارضة والنظام الإتهامات حول خرقها، قال رئيس النظام السوري :” من الطبيعي أن تحدث انتهاكات في كل وقف إطلاق للنار في أي مكان في العالم، في كل حرب، في أي صراع، قد تكون في بعض الأحيان على المستوى الفردي، وهذا لا يعني أن هناك سياسة لانتهاك وقف إطلاق النار تتبعها الحكومة أو أي طرف آخر، وهذا أمر يمكن أن نعالجه بشكل يومي، وأحيانا كل ساعة، لكن حتى هذه اللحظة، لا يزال وقف إطلاق النار صامدا”.
واعتبر الأسد أن الحديث على أن “كل الوسائل” مبررة في الحرب ضد تنظيم الدولة أمر واسع، لأنه لا يعرف ما الذي يريد الإعلام وصفه بكل الوسائل، حيث تابع قائلا :” لا أعرف ما هي الوسائل المتاحة كي أجيبك بنعم أو لا، لكن إذا أردت التحدث عن الوسائل العسكرية، أقول، نعم بكل الوسائل، بالطبع، لأن الإرهابيين يهاجمون الناس، أنا لا أتحدث فقط عن “داعش” بل عن “داعش” و”النصرة” وكل المجموعات المرتبطة بالقاعدة في سوريا، عندما يهاجمون المدنيين ويقتلونهم ويقطعون الرؤوس ويدمرون الممتلكات العامة والخاصة ويدمرون البنية التحتية وكل شيء في هذا البلد، فإن واجبنا الدستوري والقانوني كحكومة وجيش ومؤسسات دولة هو أن ندافع عن الشعب السوري، هذا ليس رأيا، بل واجب، وبالتالي يمكنك استخدام كل الوسائل في هذا الصدد كي تدافع عن الشعب السوري”.
وواصل الأسد دفاعه عن نفسه ونظامه، معتبرا أنه ومنذ بداية الأزمة كان يريد دفع المعارضة نحو طاولة المفاوضات، حيث قال :” منذ بداية الأزمة أو الحرب على سوريا استعملنا كل وسيلة ممكنة، لم نترك وسيلة لم نجربها لدفع الناس إلى طاولة المفاوضات، لكن عندما تتحدث عن الإرهابيين، عندما تتحدث عن القاعدة، عندما تتحدث عن “النصرة” و”داعش”، لا أعتقد أن شخصا في العالم سيصدق أنهم مستعدون للحوار، وهم يقولون دائما إنهم غير مستعدين، لهم أيديولوجيتهم ولهم طريقتهم، ولا يقبلون بأي شيء يتعلق بدولة مدنية أو بلد مدني، وأعتقد أنك كأوروبي تعرف هذه الحقيقة، وبالتالي فإن الحوار مع “النصرة” و”القاعدة” لا يمثل إحدى الوسائل، لكن إذا أراد شخص أن يغير مساره على المستوى الفردي، فنحن مستعدون كحكومة لقبوله ومنحه العفو عندما يعود إلى حياته الطبيعية ويسلم سلاحه”، على حد تعبيره.