قام الإعلامي المصري إبراهيم عيسى الممنوع من الظهور على الشاشة بأمر من نظام عبد الفتاح السيسي بفتح مقارنة بين هذا الأخير وهيكتور كوبر، المدير الفني للمنتخب المصري لكرة القدم، هيكتور كوبر، وذلك قبل انطلاق المقابلة النهائية لكأس أمم إفريقيا بين كل من مصر والكاميرون حيث قال عيسى أن السيسي فشل في خمس نقاط كاملة، كانت نقاط قوة كوبر.
وقال عيسى :” نعم، متشابهات كثيرة بين حال مصر وحال منتخبها، فالسنوات الست الماضية شهدت تقلبات وتغيرات وتراجعات، فلماذا نجح كوبر، وابتسم له الحظ بينما لم نشهد هذا النجاح في إدارة البلاد؟”، وأجاب بدروس خمسة استخلصها، أولها: “امتلك الخبرة أولا ثم ضع خططك”، معلقا حول السيسي :” كوبر خبير في مجاله، محترف في عمله، بينما إدارة نظام السيسي مجموعة من “المخلصين وأهل الثقة” الذين لا يتمتعون بأي خبرة على الإطلاق في الإدارة السياسية، وليس لديهم سابق معرفة بطريقة إدارة شؤون البلاد، ويخلطون جدا بين إدارة مؤسسة أو كتيبة أو حتى جيش، وبين إدارة بلد، ووطن”.
وحول الدرس الثاني قال عيسى :” استمع للآخرين باحترام، ولو لم يعجبو”، كوبر خبير كبير وصاحب تاريخ في تدريب أكبر أندية العالم، ورغم ذلك يستمع للنقد الحقيقي والعملي الحاد والجارح والساخر والفارغ والفاضي، ولم يشعر باستياء منه ولا طلب منعه ولا تعصب وقرف، ولا هدد أنه حي يمشي، ولا اعتبر هؤلاء النقاد والرياضيين خونة أو حاقدين”، مضيفا :” مشكلة نظام السيسي فهي أنه لا يطيق النقد ولا الاختلاف ولا يرى إلا ما يراه هو بنفسه لنفسه، ويضع أي اختلاف معه أو حوله أو معارضة له ولقراراته على أنها محاولات لهدمه وهدم البلد وتعطيل النجاح وأهل شر”.
ومر بعدها الإعلامي الذي تم منعه من الظهور على شاشة القاهرة والناس، رغم أنه كان من أهم الأذرع الإعلامية التي استعملها النظام العسكري في مصر من أجل الإنقلاب على أول تجربة ديمقراطية أنتجت وصول جماعة الإخوان المسلمين للحكم، حيث قال :” اللعب تحت ضغط لا الضغط على اللعب”، مشيرا إلى أن مشكلة نظام السيسي أنه يريد أن يعمل ويشنف آذانه للتصفيق والهتاف، ولا يطيق أن يطالبه أحد بإنجاز حقيقي، وفوز لاشك فيه، وهو يريد جمهورا طائعا مثل عساكر الأمن المركزي” مضيفا :” الحقيقة الأهم أن كوبر لعب تحت ضغط، وليس ضغطا عاديا بل ضغط الجماهير والنقاد والذكريات.. هذا كله يضغط على كوبر، ورغم ذلك كله فإن كوبر لم يشتك، ولم يهدد أنه كده ما ينفعش”.
ليمر عيسى إلى النقطة الرابعة التي كانت حسب ذات الكاتب :” العب بما تملك.. ولا تنظر إلى لاعبي جارك”، مشكلة نظام السيسي أنه دائم التشكي من الشعب والناس، وأنه لو حطيت أيدك في أي حته تلاقي خرابة، وأنها شبه دولة، وأنها فقيرة قوي، وإنتوا يا مصريين بتخلفوا كتير، وإنتوا يا مصريين ما بتشتغلوش” مستدركا :” يتناسى السيسي نفسه أنه كان قائدا كبيرا في ظل نظام مبارك، الذي يتهمه أنه المسؤول عن كل هذا، فالحقيقة أن كل مسؤولي ووزراء ورجال وجنرالات السيسي لم يكونوا زعامات في حركة (كفاية)، ولا معارضين لمبارك، بل هم أبناء نظام “شبه الدولة”، وتسببوا فيما وصلنا إليه الآن”.
وختم الصحفي المصري بالسبب الخامس الذي قال عنه :” الدرس الخامس: تواضع عند النصر، وابتسم عند الهزيمة”، مشددا على أن “مشكلة نظام السيسي أنه يتحدث طول الوقت عن إنجازاته التي لم يحدث مثلها خلال (30) عاما، وبصرف النظر عن أنه يجعل من نفسه اللاعب والحكم، فهو لا يعترف، ولا يعتذر عن أي خطأ من أي نوع، من انتهاك حقوق إنسان إلى هندسة أمنية لانتخابات البرلمان أو عصف يومي بالدستور، وتجاوز للقانون إلى جنون الأسعار إلى ارتفاع نسبة الفقر إلى شراء سيارات بـ (40) مليون جنيه لرئيس ووكيلي المجلس”.