قام بشار الجعفري، رئيس الوفد الممثل لرئيس النظام السوري بشار الأسد في جميع اجتماعات التشاور خارجيا بمهاجمة وفد المعارضة السورية وذلك في أولى اجتماعات الأطراف المتدخلين في الأزمة السورية، والتي تدور أحداثها بالعاصمة الكازاخستانية “أستانا”، برعاية روسية وتركية.
واتهم الجعفري، كبير مفاوضي النظام السوري المعارضة بالدفاع عن “جرائم حرب” تم ارتكابها من طرف جبهة فتح الشام التي كانت تعرف في وقت سابق بجبهة النصرة، المرتبطة سابقا بتنظيم القاعدة الذي يتزعمه أيمن الظواهري، معتبرا أن ما يقوله هؤلاء المفاوضين باسم المعارضة ينم عن وقاحة وخروج كبير عن المهنية، حيث أفاد مصدر معارض أن ممثلي المعارضة السورية يفكرون في القيام بالتفاوض مع ممثلي الحكومة السورية عبر وسطاء، ولا تكون مباشرة.
وذكرت تقارير صحفية أن محمد علوش رئيس وفود المعارضة أكد رغباته في وقف إراقة الدماء بين المدنيين وذلك عبر تعزيز وقف اطلاق النار الذي وصفه بـ “الهش” والذي تعرض للخرق في أكثر من مرة، بالإضافة إلى العمليات العسكرية مؤكدا في نفس الوقت أن الحتمية تقوم أن الفصائل المدعومة من طرف إيران يجب عليها مغادرة الأراضي السورية، حيث تعتبر أحد أكبر الداعمين للنظام السوري.
وأكدت نفس التقارير أن الطرفين أكدا على أن التركيز يجب أن ينصب على اتفاق وقف إطلاق النار، ما سيعتبر تمهيدا جيدا من أجل حل سياسي أشمل، ولو كانت الظروف الحالية “هشة”، مضيفة أن جميع الأطراف المتحاربة جلست حول دائرة مستديرة في قاعة المؤتمرات بأحد فنادق العاصمة الاستانة قبل يوم كامل من بدء مفاوضات ترعاها كل من تركيا وإيران وروسيا.
وأفادت وكالة “إيتار تاس” الروسية :” تم إصدار بيان تلتزم فيه موسكو وأنقرة وطهران بمحاربة تنظيم الدولة وجبهة فتح الشام بشكل مشترك وتشكيل آلية للمراقبة الثلاثية لوقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 30 دجنبر”.
وكان بعض المحللين قد اعتبروا أن الاجتماعات في كازاخستان والذي يحضرها مبعوث الأمم المتحدة ستافان دي ميستورا، قد تكون فرصة جيدة من أجل إعادة بعث المفاوضات التي كانت تقودها الأمم المتحدة والتي توقفت في أواخر شهر أبريل الماضي، حيث كان دي ميستورا قد قال :” المهم هو التوصل إلى آلية لتنفيذ ومراقبة وقف إطلاق نار على مستوى البلاد لبناء الثقة”، مضيفا :” هذا في حد ذاته.. سيكون إنجازا كبيرا نأمل في أن تؤدي المحادثات غير المباشرة بين الحكومة السورية والمعارضة في أستانة إلى مفاوضات مباشرة تقودها الأمم المتحدة”، على حد وصفه.
وفي ذات السياق، واصلت الطائرات الحربية السورية بقصف المناطق التي تسيطر عليها المعارضة غرب البلاد، حيث أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن هذه العمليات أسفرت عن مقتل 12 شخصا في مكان واحد، في الوقت الذي قامت فيه المعارضة بقتل 6 أشخاص بمدينة حلب التي يسيطر عليها النظام بشكل كامل.
وكان رامي عبد الرحمان، مدير المرصد قد وصف وقف إطلاق النار بـ ” الميت اكلينيكيا” لكن كل من روسيا وتركيا ترغب في إبقائه حيا حتى توجه رسالة للمجتمع الدولي على أساس أنهما الدولتان المسئولتان عن الوضع الداخلي السوري.