في تقرير لها حول الأوضاع بالداخل السوري، قالت صحيفة لوتون السويسرية الناطقة باللغة الفرنسية إن قبول المعارضة السورية في البلاد الحضور والمشاركة في مؤتمر أو اجتماع الاستانة المنعقد تحت الرعاية الروسية في اتفاق مع تركيا بكازاخستان له العديد من الدلالات، وهو الذي يؤكده دعوة العميد الركن مصطفى الشيخ لحضور هذا الاجتماع الذي من المقرر أن يكون خطوة مهمة في الملف السوري.
وقالت الصحيفة :” والعميد هو الشيخ أول ضابط في رتبته أعلن انشقاقه عن النظام السوري في 2012، قبل أن يستلم منصبا قيادي في المعارضة السورية ويصبح مقربا من تركيا” مضيفة :” جاءت الدعوة التي تلقاها مصطفى الشيخ لحضور ما سمته الصحيفة “حفل الاستسلام” تحت عنوان “تبادل الآراء”، مما يوحي بأنه قد يلعب دورا هاما في الأزمة الحالية في سوريا، خاصة بعد مرور شهر على انسحاب المعارضة من حلب”.
وقالت الصحيفة أن مقاليد الحكم تبقى حتى الآن بيد موسكو والسلطة في سوريا، واللتان تعتبران القوتين الوحديتين القادرتين على تغيير مجرى الأحداث في الفرقة القادمة، على حد زعم الصحيفة، التي أضافت :” موسكو قد أخذت على عاتقها ولأول مرة تنظيم محادثات مباشرة بين النظام وأبرز مكونات الفصائل السورية بمشاركة تركيا وإيران، التي ستنطلق يوم الاثنين في عاصمة كازاخستان، بعيدا عن جنيف التي عقدت فيها العديد من المحادثات المتعلقة بسوريا، في انتظار الاجتماع القادم المقرر في 8 فبراير”.
وأفادت الصحيفة السويسرية أن تحركات روسيا في الوقت الحالي هي دليل قاطع على ثقتها الكبيرة في التوجهات التي تنتهجها على المستوى الخارجي، فهي لم تعد تقتصر في دعوتها على بعض القيادات العسكرية المعارضة في الخارج، لكنها وفي نفس الوقت قامت بأمر غريب، وهو دعوة عناصر المعارضة والتي كانوا أهدافا لها بقنابلها وكانت تصنفهم بكونين منتمين لمنظمات إرهابية.
وعن خطة روسيا في هذا الاجتماع، الذي ربما سيكون حاسما في رسم مستقبل لسوريا الجديدة، بقيادة ستكون روسيا داعمها لها في نفس الوقت، قالت “لوتون” السويسرية :” استثنت موسكو من هذه المحادثات تنظيم الدولة وجبهة فتح الشام. وعلى الرغم من إصرار كل من روسيا ونظام بشار الأسد حتى وقت قريب، على عدم الاعتراف بوجود معارضة معتدلة في سوريا، إلا أن موسكو وافقت على أن يترأس وفد المعارضة القيادي السلفي في جيش الإسلام، محمد علوش، المشارك في محادثات جنيف أيضا”، مضيفة :” موسكو كانت قد كشفت عن نواياها منذ دخولها الحرب إلى جانب بشار الأسد في سبتمبر 2015، من خلال حشد كل القوات المحاربة في صف النظام السوري، معتبرة أن أي معارض لهذا الحشد سيوضع تلقائيا في خانة الإرهابيين”.
وتعليقا على هذا الأمر نشرت الصحيفة تعليقا لأحد القادة في المعارضة من الجهة التي لم يتم دعوتها لهذا الأمر والذي قال : أصبحت الأمور اليوم أكثر وضوحا بالنسبة لروسيا، فمعارضوها التزموا الصمت، وليس لديهم أي خيار إلا الطاعة”.