اعتبر منتصر الزيات، محامي الجماعات الاسلامية في مصر وأحد المعارضين القلائل الباقين داخل مصر، أنه ولأجل الخروج من الوضع السياسي والاجتماعي والاقتصادي الصعب الذي تعيشه البلاد، يجب البحث عن صيغة تفاهم تضع مصلحة “الوطن” فوق الجميع، منتقدا الطرفين، دولة ومعارضة بسبب نهجهما سياسة الاستقطاب والذي لن تنتج أي مناخ هادئ يساعد على تقييم الوضع ونزع فتيل الإنقسام، فضلا عن البحث عن بدائل مقبولة.
وقال الزيات أنه ذهب لتركيا مؤخرا من أجل الظهور على قناة “مكملين” المعارضة، فقط لأن النظام المصري منعه من الظهور على جميع القنوات الرسمية، حيث قال في حوار صحفي أجراء مع أحد المواقع العربية :” ظهوري على ما تصفها بـالقناة المعارضة؛ فأظن أنها لم تكن المرة الأولى، ولو دعيت لإبداء آرائي في قنوات بلدي لما اضطررت للظهور في قناة معارضة، وأنا معارض ولست مناهضا، فلا أفهم سببا لمنعي من الظهور في القنوات المصرية إلا لكوني أعارض، رغم حرصي على أمن واستقرار وطني، ووقوفي ضد العنف بجميع أشكاله”، مضيفا في حديثه عن الاعلام داخل مصر :” الإعلام أداة اتصال وتواصل، وهو من أهم الأدوات التي يمكن أن تسهم في تحقيق السلم والأمن، وشحذ الهمم، ودعوة المواطنين في المناسبات القومية لتحمل المسؤولية. لكن ما يؤسفني أن الإعلام في السنوات الأخيرة خرج، أو تم إخراجه، عن المألوف، وبات أداة لقسمة المجتمع، وتكريس الانقسام والاستقطاب”.
واعتبر الزيات أن التفاهم هو الوصفة القادرة على الخروج بمصر من حالة الإنقسام التي تعيشها بين المعارضة والدولة التي تطغى عليها الصبغة العسكرية مفيدا :” بدون تفاهم لن نخرج من الأزمات التي تواجه البلاد، وبدون استقرار لن يحدث أي تقدم في المسار الاقتصادي. ولذلك؛ يلزم فورا توقف كل مساعي الاستقطاب والتوتر، وكل ميكروفونات الانقسام المجتمعي، ولا بد أن نصنع مناخا هادئا للتقييم وإفراز مبادرات قد تعمل على نزع فتيل التوتر والانقسام، والبحث عن بدائل مقبولة.
وأنا أحذر من خطورة شيوع ثقافة الغالب والمغلوب في الحالة المصرية الآنية؛ لأنها تشق عصا الصف الوطني، وتقسمه إلى فريقين متصارعين؛ كل يبحث عن مكسبه ويبتعد عن خسارته، مع انزواء مصلحة الوطن وتواريها خلف المصالح الضيقة للفريقين”.
وأكد محامي الاسلامين في مصر أنه لم يتدخل لأي صلح أو هدنة بين طرفي النزاع في البلاد، حيث قال حول الموضوع :” لم يطلب مني أحد ذلك، ولو رأيت المناخ يسمح بإمكانية تحقيق تقدم، وانفتاح قنوات التفاهم؛ لبادرت فورا، ولو طلب مني ذلك لما ترددت؛ لأنني حينما أفعل ذلك فإنما أنوي خدمة بلادي وشعبها بكل فصائله، وتحقيق الأمن والاستقرار في وطني، ووقف نزيف الدم بين المصريين، والإفراج عن المظلومين في السجون، وإنهاء أزمة اجتماعية لآلاف الأسر والعائلات المصرية”.