لم يعد الهدوء هو السمة التي كانت تميز البحر الاحمر عن باقي أقرانه من بحور العالم فقد أصبح مسرحًا لاستعراض القوة بين قوى مختلفة وعلى وجه الخصوص بين السعودية ومصر وكذلك بين السعودية ودول أخرى. مما قد يؤدي إلى تبعات وتداعيات على منطقتي شرق الاوسط والخليج بأسرهما وربما إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير..
ومما زاد الطين بلة هو قرار المحكمة الإدارية العليا المصرية برئاسة أحمد الشاذلي برفض طعن الحكومة المصرية في حكم بطلان اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر والسعودية وقضت بتأييد مصرية الجزيرتين.
وأضافت المحكمة أن مصر ليست نقطة في خرائط الكون أو خطا رسمه خطاط إنما من أكبر البلاد وأقدمها حضارة وجيش مصر حديثا وقديما لم ولن يحتل أرضا ليست تابعة له حيث ثبت واستقر في وجدان المحكمة سيادة مصر مقطوع بها على الجزيرتين وأن الحكومة لم تقدم وثيقة تثبت أن الجزيرتين سعوديتان ولهذه الأسباب قضت المحكمة برفض الطعن.
إن إقدام مصر على الخطوة سيثير غضب السعودية التي ستسارع لاتخاذ سلسة إجراءات تهدف إلى تأكيد ملكيتها وسيادتها على الجزيرتين وربما تعمّ مظاهرات غاضبة في معظم المدن السعودية. وربما ترسل السعودية عدة سفن تابعة لهيئة المراقبة البحرية إلى المنطقة المتنازع عليها كما يمكن ان تعلن الرياض العلامات الرئيسية وخطوط الأساس للمياه الإقليمية المحاذية لها مما يعني أنه بات لزامًا على السفن العسكرية والمدنية غير السعودية استئذان السلطات السعودية للحصول على موافقتها لدخول المنطقة.