قامت صحيفة إسبانيول الاسبانية بنشر تقرير كامل حول حالة النساء في سجون نظام بشاء الأسد، واللاتي يتعرضن للتعذيب والاغتصاب والوحشية، خصوصا زنزانة تحمل رقم 215 في أحد سجون النظام السوري الذي يبطش بشعبه منذ اندلاع الثورة سنة 2011.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي روى عدة حكايات عن ما تعيشه النساء أن حالة وفاة شهدها إحدى السجون السورية بعد أن قضت فتاة تحت وطأة التعذيب، كما أن هنالك عدد كبير من القاصرين في ذات السجون المليئة بالممراسات غير الإنسانية.
وبدأت الصحفية الاسبانية حكاية القصص التي اطلعت عليها بالحديث عن قصة الفتاة “منى” والتي أمضت العديد من الشهور دون أن تسمع أية أخبار عن شقيقتها أماني المحتجزة في سجن عردا، حيث تقتصر معرفة أخبارها فقط عندما يتم إطلاق سراح إحدى السجينات معها.
وتحدث أحد الأشخاص الذي يحمل إسم “أبو طارق” والذي قضى حفيده تحت التعذيب بسجن تدمر وذلك بعد ان كان يشارك في إحدى المظاهرات السلمية ضد النظام السوري، حيث قال أن عددا كبيرا من العائلات والتي تملك أبناء داخل سجون الأسد، لا تعلم شيئا عن أبنائها المحتجزين، مضيفا أن آثار التعذيب ظهرت بقوة على جسد حفيده، لكن السلطات السورية أصرت أنه مات جراء سكتة قلبية.
أما عن منى فقالت الصحيفة :” تعرضت للاعتقال في مناسبتين؛ في مناسبة أولى عندما شاركت في احتجاجات مع مجموعة من الفنانين والمثقفين، ثم اقتيدت إلى مقر شرطة النظام، ومنه إلى الزنزانة عدد 215 التي شهدت جدرانها على كل عمليات التعذيب والاعتداء الجنسي. وكانت منى شاهدة على حادثة تعنيف فتاة تبلغ من العمر 15 عاما من طرف رجال الشرطة”، مضيفة :” “منى” قررت بعد خروجها من السجن مساعدة المعتقلين الذين ما زالوا يعيشون في ظل هذه المعاناة، وألفت كتابا حول مآسي التعذيب الوحشي الذي يحدث داخل السجون، “إلا أنها تعرضت للاعتقال مرة ثانية، لتصبح ضحية لعمليات التعذيب بالصدمات الكهربائية، ما أدى إلى إصابتها بشلل في يدها اليمنى”.
وأفادت الاسبانيول :” “منى” تعرفت على “فاطمة” التي ألقي القبض عليها عندما كانت حاملا، وأنجبت طفلا خلال مكوثها في السجن. وتحدثت عن مولودها الذي يعيش وراء القضبان، دون أن يدرك أن هناك حياة أخرى خارج السجن، “خاصة أن الأطفال يعيشون أوضاعا سيئة من حيث الرعاية والتغذية”.
ونقلت الصحيفة الاسبانية شهادة رويدة كنعان، الناشطة السورية والتي قالت:” النساء يعشن ظروفا صعبة، ولا يحظين بأي دعم نفسي قبل خروجهن من السجن، “لكن أوضاعهن تصبح أفضل خارج السجن؛ بفضل الرعاية اللازمة التي يوفرها اتحاد المنظمات الطبية للإغاثة بسوريا، الذي يكرّس جهوده لخدمة ضحايا الحرب في البلاد، بغض النظر عن انتمائهم السياسي أو العرق أو الدين