إن النظام العسكري بدولة مصر لا يختلف عن باقي الأنظمة في اعتماد تفسيره للعمليات الارهابية وجرائم قتل الاقباط بمقولة نظرية المؤامرة التي دأبت السلطة المصرية على الركوب عليها باتخاذها شماعة لتبرير كل الإخفاقات السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية ولا أدل على ذلك النزول القوي للجيش في ما يسمى الحرب على الإرهاب بمنطقة سيناء في وقت لم يتمكن من ترميم بيته الداخلي و تنظيفه من كل ما علق به من تدبير وضع الدولة المصرية في اللائحة السوداء مما أساء إليها دوليا .
و كمخرج من ذلك تفتقت العبقرية العسكرية عن رمي التهم على المجهول العدو الخارجي للمصر الذي يتربص بها ويعرقل كل جهودها نحو التنمية و التقدم و الازدهار. من هنا يتضح نوع الخطاب الذي يعتمده النظام العسكري حيث يشير أحيانا إلى أن الأحداث الدامية التي صارت تعرفها مصر بين الاقباط والمسلمين هي من صنع داعش التي تمولها أياد أجنبية وتحركها لزرع الموت في مصر. و يدعي تارة أخرى أن هذه الأحداث يقف وراءها بعض الخونة الذين يعملون ضمن أجندات أجنبية قصد تقسيم مصر. و المقصودين بالخونة طبعا هم جماعة الاخوان المسلمين و من وراءهم و تبقى جبهة طبالي السيسي من أكبر المدافعين عن هذه النظرية.
أما القراءة الثانية للأحداث فتذهب إلى أن ما يقع في مصر هي حالة عامة تعرفها البلاد بسبب السياسة الرعناء التي ينهجها النظام الفاسد و التي تنعكس سلبا على الوطن و المواطنين في كافة المجالات و على كل الأصعدة. فإن كان هذا النظام الفاشي قد أشعل الفتنة في البلاد كاملة الشيء الذي جعله ينبذ من طرف المجموعة الدولية وتحمله العديد من المنظمات و الهيئات الدولية المسؤولية المباشرة عن كل المشاكل فإنه اليوم ينهج سياسة جديدة من اجل تصفية حساباته مع الشعب المصري من خلال استفراده الدوري بكل منطقة على حدة تحت غطاء ما يسمى بعمليات محاربة الإرهاب حتى يتسنى له التقتيل و الإرهاب دون أن تلتفت إليه أنظار المراقبين.
في حين تفسر القراءة الثالثة للعمليات الارهابية وجرائم قتل الاقباط باعتبار أن ذلك يدخل ضمن سياق تصفية الحسابات الواسعة النطاق داخل مصر.إنه عقاب جماعي للشعب بسبب تعاطفهم مع الاخوان ومع الحركات التي تطلب التغيير هذا العقاب الجماعي يطال كل مجالات الحياة في مصر بحيث تطال العمليات الإرهابية التي يقودها النظام البنية الاقتصادية عن طريق تفجير قرب مناطق سياحية ومناطق اقتصادية و البنية الاجتماعية عن طريق زرع الفتنة بين أبناء البلد من خلال العصابات الإجرامية التي يجندها العسكر لذبح و إرهاب المنتمين لأقباط كما تطال أيضا البنية السياسية و الثقافية عن طريق المحاكمات و التقتيل في حق أبناء مصر من السياسيين و المثقفين و غيرهم.