في تقرير جديد لها، قالت صحيفة “الغارديان” البريطانية إن إدارة موقع التواصل الاجتماعي تويتر قامت بحذف عدد من الحسابات المستعملة من طرف المنظرين الجهاديين، من بينهم “أبو قتادة” الأردني وعدد من رموز وقادة تنظيم القاعدة.
وقال التقرير إن برنستون كول بونزل “الباحث في شؤون الجهاديين” قال في تغريدة له أن ثلاثة حسابات تابعة لقيادات تابعة للسلفية الجهادية وداعمين لتنظيم القاعدة تم إيقافها، ومن بين هذه الحسابات، حساب أبو محمد المقدسي المنظر الجهادي المعروف حيث قال ذات الخبير في تغريدة على حسابه الشخصي على مواقع التواصل الاجتماعي تويتر :” بعد سنوات من التسامح معهم، قام تويتر أخيرا بوقف 3 حسابات لثلاثة من منظري تنظيم القاعدة، وهم المقدسي، وأبو قتادة، والسباعي.
وأضاف التقرير أن الحسابات الموقوفة، ركزت وبشكل كبير على ما يقع في الأراضي السورية، كما هاجم القياديون تنظيم الدولة المعروف بـ “داعش”، بالإضافة إلى التغريد بتعليقات حول أمور ومواضيع أخرى عبر بعض القضايا القانونية والدينية، حيث نقلت الصحيفة عن بونزل تصريحا قال فيه :” إن الهجوم على الغرب ليس أولوية في رسائلهم”، حيث ركزت التغريدات حسب ذات المتحدث على ما يقع في سوريا، الساحة الأولى لوجود الجهاديين في العالم في الوقت الراهن.
وأفادت “الغارديان” أن شركة تويتر قامت بالضغط بشكل كبير على داعمي تنظيم الدولة المعروف بداعش، حيث تم إجبارهم على التواصل عبر وسائل أخرى من قبيل “التلغرام”، في الوقت الذي لم يتم استهداف أنصار تنظيم القاعدة بنفس الطريقة التي يتم بها استهداف مؤيدي داعش، أحد أكثر التنظيمات دموية في سوريا والعراق.
وقال المختص في هذه القضايا في تصريح للغارديان :” كان تويتر مساحة جيدة لأتباع تنظيم القاعدة، مقارنة بأتباع تنظيم الدولة، الذين تم دفعهم إلى الخارج”، مضيفا :” كان التركيز في هذه الهجمات على تنظيم الدولة”.
وأضاف ذات التقرير أن الأسباب الكامنة وراء دفع شركة “تويتر” لاستهداف حسابات هؤلاء الأشخاص لازال غامضا، في الوقت الذي بدأت فيه عملية بحث أعضاء تنظيم القاعدة ومؤيدوه البحث عن الطريقة التي يمكن بها التواصل دون أن تتعرض حساباتهم للإغلاق، في الوقت الذي استهدفت فيه “تويتر” رموزا مهمة في تنظيم القاعدة المصنف من طرف الدول العربية والغربية كتنظيم إرهابي، ولم يتم استهداف المتعاطفين مع التنظيم والحاملين لفكره، حيث كان لازال الناشطون في نشر هذا الفكر عبر بعث الرسائل يرسلون التغريدات دون مشكل.
وقالت “الغارديان” أن أبو قتادة تم ترحيله من لندن إلى الأردن من أجل مواجهة تهم الإرهاب، بعد معركة قانونية استمر طيلة 10 أعوام بينه وبين عدد من الوزراء الداخلية البريطانيين، في الوقت الذي أفرجت عنه السلطات الأردنية الصيف الماضي بعد تبرئته من جميع التهم الموجهة إليه بخصوص ضلوعه في التخطيط لعمليات “إرهابية”.
أما المقدسي فقد أصبح منذ أن تم الإفراج عنه، أحد أهم الأصوات الموجهة ضد تنظيم الدولة داعش، كما أنه من أهم الأصوات المؤثرة في الفكر الجهادي لتنظيم القاعدة.