قام المكتب المركزي للأبحاث القضائية وهو الجهاز الأمني المختص في مواجهة الجريمة الإرهابية، باعتقال الكاتب المحلي لشبيبة حزب العدالة والتنمية المغربي بمدينة ابن جرير جنوب المملكة، ووضعه تحت الحراسة النظرية وذلك باتهامه بالإشادة بقتل السفير الروسي أندريه كارلوف بتركيا يوم الإثنين الماضي.
وذكرت مصادر إعلامية مغربية أن مسئولا بشبيبة حزب العدالة والتنمية الاسلامي وهو المشكل للحكومة المغربية الثانية على التوالي تمت استدعاؤه من طرف “فرقة الخيام” وهو المخابرات المغربية من أجل الحضور لمقرها بمدينة سلا الملاصقة للعاصمة المغربية الرباط صباح يوم الخميس، مضيفة أن مسئولا في المكتب المركزي للأبحاث القضائية، كانت قد أخبر زوجة الكاتب المحلي لشبيبة الحزب أن زوجها سيبقى تحت الحراسة النظرية، مطالبا إياها بأن تمده بالأدوية التي يستعملها زوجها المريض.
هذا توجهت للمسئول في الحزب الاستدعاء من أجل المثول أمام الفرقة المذكروة المتخصصة في قضايا الارهاب،وذلك على خلفية منشور له كتبه على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” أشاد فيه بقتل السفير الروسي، نقلته صفحة تسمى “فرسان الإصلاح” التي تعتبر صفحة تدافع عن حزب العدالة والتنمية.
هذا وكان بلاغ مشترك ما بين وزارة الداخلية المغربية ووزارة العدل والحريات، قد أكد أن كل من يقوم بالتعبير بصارحة عن تمجيده وإشادته باغتيال السفير الروسي بتركيا سيتم اعتقاله بسبب تمجيده للارهاب، حيث اعتبر البلاغ أن “الإشادة بالأفعال الإرهابية تعد جريمة يعاقب عليها القانون، طبقا للفصل 2ء218 من القانون الجنائي”، مضيفا :” تم فتح بحث من طرف السلطات المختصة، تحت إشراف النيابة العامة، لتحديد هويات الأشخاص المتورطين وترتيب الجزاء القانوني في حقهم”.
وجاء البلاغ بعد أن ظهرت بشكل كبير دواعي الفرح وسط الناشطين المغاربة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وباقي مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبرت الغالبية أن ما تم هو عقاب حقيقي وعادل لما قامت به روسيا في الأراضي السورية بعد إبادة الشعب السوري خصوصا في المعركة الأخيرة بمدينة حلب السورية.
واعتبرت الوزارتان في بلاغهما أن الفرح رغم عدم قانونيته هو يتنافى بشكل أساسي مع الدين الاسلامي وسماحته التي لا تحث على العنف بل على التسامح والتضامن مع الناس.
وكان المغرب قد أرسل برقية تعزية لروسيا بعد مقتل سفيرها في أنقرة، مستنكرا بأشد الألفاظ هذا الحدث الذي اعتبره إرهابيا ويقوم باغتيال حلم السلام في العالم، مؤكدا في نفس الوقت أن المغرب لم يدخر جهدا في محاربة الإرهاب والمشاركة في محاربته في العالم أجمع، معزيا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وأسرة السفير “الفقيد”.
وكان السفير الروسي قد تم اغتياله أثناء حديثه مباشرة بعد زيارته لمعرض فني في العاصمة التركية أنقرة من طرف رجل أمن خاص، صرخ بعدها بأنه يقوم بذلك لأنه من الذين بايعوا محمدا على الجهاد، وأن لا أحد سينعم بالأمن، طالما لم ينعم سكان سوريا بالأمن، رجالهم ونساؤهم وأطفالهم.