في آخر خروج له قبل مغادرته البيت الأبيض، طالب باراك أوباما الرئيس الحالي للولايات المتحدة الأمريكية قبل تسليم الحقيبة لدونالد ترامب في شهر يناير القادم، بنشر عدد من المراقبين المحايدين بمدينة حلب السورية، وذلك بعد أن اتهم النظام السوري وداعميه سواء تعلق الأمر بروسيا أو إيران بالقيام بهجمات وصفها بـ “الوحشية” على المدينة، وهو ما تسبب في تعلي وإيقاف عمليات إجلاء المدنيين مقاتلي المعارضة السورية حسب الاتفاق الذي جمع الطرفين.
أوباما الذي عقد مؤتمرا صحفيا بمناسبة نهاية السنة قال :” العالم موحد ضد الهجوم الوحشي الذي شنه النظام السوري وحليفاه الروسي والإيراني على مدينة حلب، أيديهم ملطخة بهذه الدماء وهذه الفظائع”، مضيفا :” تحولت أحياء بكاملها إلى ركام. لا نزال نتلقى إشارات عن إعدام مدنيين. القانون الدولي يتعرض لكل أنواع الانتهاكات. إن مسؤولية هذه الأعمال الوحشية تقع على طرف واحد: نظام الأسد وحليفتاه روسيا وإيران”.
الرئيس الأمريكي الذي ستنتهي ولايته في 20 يناير المقبل قال حول الوضع في حلب:” الأسد لا يمكنه أن يكسب شرعيته على وقع المجازر”، مؤكدا على ضرورة نشر مراقبين محايدين في حلب من أجل الاشراف على عملية إجلاء المدنيين المحاصرين في المدينة التي أبادتها القوات السورية والروسية والإيرانية.
وفي نفس السياق، قامت فرنسا بتقديم مشروع قرار له نفس المطالبات التي أعلنها أوباما، حيث أعلنت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة أن هذا القرار قد يتم التصويت عليه في نهاية الأسبوع القادم، في الوقت الذي كان بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة قد اعتبر أن مدينة حلب أصبحت المرداف لكلمة الجحيم، داعيا إلى إعادة استئناف عمليات إخراج المدنيين وهو ما كان قد دعى إليه الطيب رجب أردوغان، الرئيس التركي.
ومن المنتظر أن تستمر عمليات الإجلاء التي انطلقت يوم الخميس لأيام عدة، يقوم بعدها النظام السوري إعلان استعادة المدينة بأكملها، مسجلا بذلك أكبر انتصار له منذ أن اندلع الحراك في سوريا سنة 2011، مطالبين بإسقاط النظام، في الوقت الذي اتهم فيه الجيش السوري المقاتلين بخرق الاتفاق الذي قامت برعايته كل من روسيا وتركيا من أجل خروج المدنيين من المدينة المنكوبة مع عائلاتهم بعد العديد من المعارك الضارية والإبادة لسكان المدينة وتنفيذ إعدامات ميدانية حيث كان مصدر أمني سوري أن عملية الإجلاء لم يتنهي بعد ولكن المسلحون خرقوا مضمون الاتفاق الذي كان بينهم وبين النظام السوري.
هذا وقالت إليزابيث هوف، ممثلة منظمة الصحة العالمية في سوريا في تصريح صحفي :” طلب من موظفي الصليب الأحمر والهلال الأحمر ومن منظمة الصحة العالمية، وهي الجهات المشرفة على عمليات الإجلاء، مغادرة الموقع، من دون تلقي تفسير لذلك”.
هذا وعرفت مدينة حلب احتفالات من طرف قوات النظام، التي اعتبرت أن ما حدث هو انتصار على الإرهاب في المدينة.