في رد فعل شبه رسمي، اعتبرت دولة الاحتلال أن قيام روسيا بقيادة الحرب في سوريا، وإدارتها بشكل جيد للجهد العسكري في شمال إفريقيا، يصب بشكل كامل في إطار المصالح الاسرائيلية، ملمحة في نفس الوقت بشكل غير مباشر إلى أنه يوجد تنسيق أمني بين كل من تل أبيب وموسكو فيما يتعلق بالعمليات العسكرية في سوريا.
ونقلت مصادر صحفية عن مسئول عسكري إسرائيلي إن تل أبيب راضية بشكل كبير عن احتكار الرئيس السوري فلاديمير بوتين وليس بيد قادة إيران وحزب الله اللبناني، في شمال سوريا وخصوصا في مدينة حلب التي سقطت مؤخرا من يد المعارضة.
وقال ذات المصدر في تصريح لموقع “يسرائيل بالس”: “على الرغم من التواجد الإيراني الضخم والمكثف في سوريا إلا أن طهران لم تعد تملي وتيرة الأحداث هناك، فالروس هم من يديرون المعركة ويحددون أهدافها ويشكلون بيئتها، وهذا يخدم مصالحنا ويمثل ميزة استراتيجية لنا”، مضيفا :” الروس هم من يضغطون على الزناد وهم من يتصرفون بالقوة العسكرية وهم من يحددون وتيرة الأحداث، لا يوجد ما يدلل على أن هذا الواقع سيتغير في المستقبل القريب، وهذا يخدم خارطة مصالحنا في سوريا”.
وألمح ذات المصدر إلى وجود تنسيق بين روسيا وإسرائيل بخصوص العمليات العسكرية التي تشرف عليها موسكو بشكل شخصي في شمال سوريا، لكنه رفض في نفس الوقت الكشف عن نوع هذا التنسيق بالقول أنه هذه العمليات حساسة جدا ومهمة جدا للطرفين.
وقال المصدر الاسرائيلي :” التواجد العسكري المكثف لروسيا على الأرض والجو لا يؤثر على تواصل الهجمات التي تستهدف مصالح لحزب الله وتنسب إلى إسرائيل”، مضيفا :” الروس مستعدون للتنازل عن بشار الأسد في صباح الغد، هم يستثمرون عسكريا من أجل ضمان بقاء نظامه لأن هذا يحقق مصالحهم فقط”.
من جهته قال الصحفي الإسرائيلي اليساري، جدعون ليفي، إنا القسم الأكبر من سكان الأراضي المحتلة أو المنتمين للقضية الصهيونية يتمنون تواصل المعارك في سوريا، ولسان حالهم:” عرب يقتلون عربا، هذه الأخبار دائما ما تكون جيدة لنا”.
وأضاف ذات المتحدث في مقال له نشره على صحيفة هارتس وهو المنتمي لمدرسة “ما بعد الصهيونية” أن الكثير من الإسرائيليين يقومون بتوظيف ما يجري في سوريا، من أجل إضفاء نوع من الصدقية على حججهم ورفضهم الإنسحاب من هضبة الجولان، والتي كانت قد احتلتها في عصر حافظ الأسد، أب بشار الأسد.
هذا واعتبر متتبعون أن ما يصدر عن تل أبيب، يدعي على السخرية حديث نظام بشار الأسد ومؤيديه من العرب والإيرانيين، على أن دمشق هي آخر نقطة في محور الممانعة ضد محور الولايات المتحدة الأمريكية والغرب وإسرائيل، ذلك لأن روسيا نفسها التي جعلت الكفة تميل لصالح الأسد لها علاقات جيدة مع تل أبيب، وتعتبر نفسها تقوم بمحاربة الارهاب تماما كما يفعل جيش الاحتلال مع المقاومة الاسلامية حماس.